Notes
Notes - notes.io |
لم أغفَل يوماً عن تركيزِ آفاقي الّتي كانت ومازالت مقيّدةً في طراءَة السّماء وقسامَة الافلاك , منذُ الصِّبا وانا مُعلّقٌ في كَلَفِ تِلك الكواكِبِ والنّجوم
بدأتُ أكْنَهُ الفضاءَ وغَدَت فرشَحَةُ عَقلي تتنامَى في مَلكوتِ الله , وقد عاقَرتُ كلَّ مُكتَسبٍ ومستَحدث في لُجّة هذا العِلم المَهيع
عِندما بدأ ابراهيمُ -عليهِ السلام- رحلةَ البَحثِ عن الحقيقة , نَظَر الى السّماء ولاحَت له الكَواكِبُ والنّجومُ حتى ذُهِل
عادَ يوسُف -عليهِ السلام- الى أبيهِ مُندهشاً , قال لهُ إنّي رأيتُ أحدَ عشَرَ كوكبا
نبيُّنا محمّدٌ -صلَّ الله عليهِ وسلّم- تبتَّل باكياً عندما قرأ قولَ ربّهِ : ويتفكّرون في خَلقِ السماوات والارضِ ربّنا ما خلقتَ هذا باطِلاً سبحانك
تلكَ النشوة الفيّاضة التي تغمُر الحواسَ مع نسيمِ الغروب وحُمرَةِ الشّفق وصُوتُ نايٍ على البُعد , لا يلتَمِسُ رونَقها إلّا من هوَ ضليعٌ قَلبُه بمعنى الفَلك , وإنّ صاحِب هذا السَيْب يُبدي فَهماً وفلسَفةً وعِلماً في كلِّ ظاهرِةٍ يراها او نظريّةٍ يتمحّصُها او علِمٍ مُثبتٍ يُحصّله , ممّا يجعلُه صاحبَ رأيٍ وتفكير ألمَعيٍّ مغايِرٍ عمّا يشعُر بهِ العامّة من البشر اصحابِ الاهتمامات الاخرى
هابِل هو عيني في الفضاء , ولعلًّ روحي تناثَرت بين عواميد الهيدروجين البارد في سحابةِ القاعِدة
المُولَّهون الهائِمونَ في كونِ الله وفضائِه هُم هكذا , زاهِدونَ بين النّاسِ , زاخِرون على حدودِ السّماء
الحجمُ والسّرعة , كَميّتانِ لا يمكِنُ حصرُهُما عقلياً في هذا الكون الآسِر , والطّاقة هيَ لغتُه التي تقبِضُ استقرارَ ما طالَ في حدودِه المُتَرامية
وهَا انا ذا أحاول مِن سِنين إن أحصُرَ مجالَ القولِ إلّا فيه والحديثِ إلا عنّه , وقد تأوَّهَ عَقلي في المالانهايةِ قائِلاً : وَعّيِني ودونَكَ منّي
تلاشَت ألفُ لِماذا ولِماذا , مخافَةَ أن ينسَلِخَ بَحري إلى مُستَنقع وأن أتحوّلَ من نِحريرٍ إلى أرعَنْ
أخمدتُ لَهيبَ تَكهُّناتي وتساؤلاتي بالإيمان السّرمديِّ للهِ الواحِد القهّار , وجعلتُ من الكونِ نافَِذةً لي , كلّما ابتَغيتُ الغَرقَ في يمِّ يقينيِ بالله , نَظرتُ من خِلالِها , فهيَ المَطَلُّ الذي يجنّبني مسغَبَةَ الارض
كَي تَسبيَ عقلي وتشغَفَ قلبي , كلّمني عن الثقوبِ السوداء والانفاقِ الدوديَّة , إجعَل عينايَ تتصافى مع أضواءِ الشمال , ألهِمني بالنّظرياتِ والافتِراضات , ولنعتَلي ماخِرةً تَقودُنا إلى أبراجِ التّخليقِ في سديمِ النسر فسبحانَ من خلَقَ فسوّى
بعيداً عن ضوضاءِ الحَضَر وجَلَبَةِ البشَر , تنتَظرني صخرَتي الّتي أتوسّدُها ليلاً , أُلقي بوجهي الى السّماء وأُبصِر , أطوفُ بعينايَ يُمنَةً ويُسرة ولا أقوى على ضمِّ شيءٍ منها , أتهيَّبُ النّجومَ وأرهَبُ اسوِدادَ ما حَولَها هكذا أتلحَّفُ الفضاء
ياربِّ .. أنتَ الكبيرُ في عليائِك وأنا الهباءةُ في كونِك فكُن أنتَ الصّاحبَ في سفرِ الحياة
حسين آل موسى
|
Notes.io is a web-based application for taking notes. You can take your notes and share with others people. If you like taking long notes, notes.io is designed for you. To date, over 8,000,000,000 notes created and continuing...
With notes.io;
- * You can take a note from anywhere and any device with internet connection.
- * You can share the notes in social platforms (YouTube, Facebook, Twitter, instagram etc.).
- * You can quickly share your contents without website, blog and e-mail.
- * You don't need to create any Account to share a note. As you wish you can use quick, easy and best shortened notes with sms, websites, e-mail, or messaging services (WhatsApp, iMessage, Telegram, Signal).
- * Notes.io has fabulous infrastructure design for a short link and allows you to share the note as an easy and understandable link.
Fast: Notes.io is built for speed and performance. You can take a notes quickly and browse your archive.
Easy: Notes.io doesn’t require installation. Just write and share note!
Short: Notes.io’s url just 8 character. You’ll get shorten link of your note when you want to share. (Ex: notes.io/q )
Free: Notes.io works for 12 years and has been free since the day it was started.
You immediately create your first note and start sharing with the ones you wish. If you want to contact us, you can use the following communication channels;
Email: [email protected]
Twitter: http://twitter.com/notesio
Instagram: http://instagram.com/notes.io
Facebook: http://facebook.com/notesio
Regards;
Notes.io Team