Notes

الجزء الثامن عشر من كتاب "ليو ميسي" بعنوان "أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني"

لا يزال صيف 2005 ومشكلة ميسي البيروقراطية تمنعه من اللعب في الليجا ولكن عاد الرئيس السابق لبرشلونة جوان جاسبارت الذي يعترف القليلون فقط بفضله في حماية مستقبل ليو للمساعدة في حل الأمر.

يقول جاسبارت "كنت أشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الإسباني ونفذت بعض الإجراءات لكي يتم إنهاء المشكلة، لابورتا طلب مني التدخل وقمت بهذا الأمر، بل قمت بالكثير، كان لدى ميسي فرصة للعب قبل أن يتاح له الأمر قانونياً لأن الاتحاد تصرف بصورة جيدة للغاية".

بفضل الضغط الذي مارسه جاسبارت على المؤسسات الرياضية الإسبانية كانت مسألة صدور قرار لصالح اللاعب وبرشلونة وشيكة ولكن النادي ظهرت له ورقة رابحة أخرى، بفضل الإجراءات التي بدأها خورخي ميسي والد ليو منذ عامين وأسفرت عن حصول ابنه وزوجته على الجنسية الإسبانية في 26 سبتمبر 2005.

لعب ميسي أساسياً أمام أودينيزي في ثاني مباريات دوري الأبطال وقدم نفس مستواه الجيد ببطولة جوان جامبر الودية وأمام فيردر بريمن حيث لاقى إشادة من قبل الجميع في المباراة التي فاز بها البرسا بنتيجة 4-1.

وسجل ليو في نوفمبر أول هدف له بدوري الأبطال ضد باناثينياكوس في المباراة التي انتهت لصالح برشلونة بخماسية نظيفة ليتأهل لثمن النهائي لمواجهة تشيلسي الإنجليزي تحت قيادة جوزيه مورينيو.
وبين هذا وذاك كان ميسي شارك أيضاً في مباراة الكلاسيكو لأول مرة أمام ريال مدريد في ملعب سانتياجو برنابيو بل وأساسياً في المباراة التي فاز بها البرسا بثلاثية نظيفة ثم حصل في ديسمبر على جائزة (الفتي الذهبي) بفارق كبير عن الإنجليزي وين روني.

كل هذه الأشياء جميلة، ولكن أهم مباريات ميسي في حقبة فرانك ريكارد كانت ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال أمام تشيلسي في موسم 2005-2006، خاصة وأن الـ"بلوز" كانوا أطاحوا في العام السابق بالنادي الكتالوني من المسابقة.

خلال مباراة الذهاب في 22 فبراير 2006 لمع نجم ميسي صاحب القميص رقم 31 حينها حيث سدد على المرمى وصنع أول فرصة خطيرة، وكان يضغط حينما تضيع الكرة.. ربما تحول إلى عدو الجمهور رقم واحد وأيضاً الخصم المتعب للظهير الأيسر لتشيلسي آسيير ديل أورنو الذي علم من البداية إنه سيواجه لاعباً جريئاً يحب الركض.

في الدقيقة 36 يأتي موعد اللعبة التي يتذكرها الجميع: ليو يتلقى الكرة على الجانب الأيمن ويتصارع عليها مع روبن بالقرب من مكان تسديد الركنيات حيث يموت ويحيا الأظهرة.. يتمكن ليو من المرور بعد خطأ من روبن ليحدث التصادم الشهير من ديل أورنو الذي تعرض للطرد الذي أثار قدراً كبيراً من الجدل.

لم تتوقف صافرات الاستهجان بعدها ضد ميسي في كل مرة يتلقى بها الكرة حيث كان يسعى لمساعدة فريقه على الفوز، لقد كان حقاً أكثر المهاجمين نشاطاً بتلك المباراة في إفقاد الدفاع لاتزانه ولديه رغبة كبيرة في تغيير سيناريو المباراة.. لامبارد ينفذ ركلة حرة وفالديس يخطئ في الخروج، الكرة تلمس موتا وهدف ذاتي والمباراة الآن تسير لصالح تشيلسي.

لا تتبقى سوى 20 دقيقة على نهاية اللقاء، ورونالدينيو ينفذ ركلة حرة حولها جون تيري بطريق الخطأ بعد ضغط من رافا ماركيز لداخل مرماه.. إنه التعادل. يمر الوقت ولا تتبقى سوى ثماني دقائق على النهاية ثم يظهر إيتو ويضع برأسه الهدف الثاني.. البرسا يفوز 2-1 ويلحق بجوزيه مورينيو أول هزيمة له في 49 مباراة على أرضه دون معرفة معنى الخسارة.

خلال هذه المباراة ليو كان سدد خمس مرات على المرمى، إحداها في العارضة وتسبب في طرد ديل أورنو وأضاف المزيد من الخطورة بجانب رونالدينيو.

كعادته بدأ جوزيه مورينيو في لعب مباراة الإياب بقاعة المؤتمرات الصحافية، حيث قال للصحافيين في إشارة لمسألة طر ديل أورنو "رؤيتكم للأمر أسهل مني لأنكم لديكم شاشات، أعتقد أنه من الأفضل أن تقولوا رأيكم لأنني لا أرغب في رؤية نفسي في وضع صعب، النتيجة 2-1 ما الذي يمكننا فعله؟ هل سنوقف ميسي لأنه قدم أداء مسرحياً؟ إنه بالفعل قدم أداء مسرحياً، كتالونيا معروفة بالثقافة وتعرفون ما هو المسرح هناك؟ إنه مسرح من النوع الجيد"، في تلميح آخر لوسائل الإعلام الكتالونية.

استقبل كامب نو بعدها بأسبوعين مورينيو بهتافات ساخرة "اذهب للمسرح، اذهب للمسرح" خلال مباراة الإياب التي تعرض فيها لإصابة (ق 25) ليستبدله ريكارد الذي احتضنه ليواسيه بعد خروجه قبل انتهاء المباراة بالتعادل بهدف لمثله.. صحيح أن البرسا تأهل لربع النهائي ولكن تذكرة العبور كانت غالية فثمنها كان إصابة ميسي.

للعلم ترجمة الكتاب مقدمة من العربي الجديد وبالتحديد الاخ "محمد الفولي" .. من باب اعطاء كل ذي حق حقه.
‫#‏كتاب_ميسي‬