NotesWhat is notes.io?

Notes brand slogan

Notes - notes.io

غرق الإنسان المُعاصِر -بدون وعي- أو عن وعي أو لدى ولادته في وسط استهلاكي ومادي فلسفته قائم على اقتصاد السوق ، يُؤثِّر على مفاهيمه العاطفية

يُولَد الإنسان في عالم حَداثي وما بعد حداثي بمفاهيم مُغايرة للطبيعي ، وخاصة تحوُّر مفهوم [الحُب] لديه إلى مفهوم [الرغبة] وهو مفهوم استهلاكي

[الرغبة] : هي اشتهاء للاستهلاك ، اشتهاء للإشباع والالتهام والابتلاع ، اشتهاء للتدمير و فرض السيطرة على الذات الأُخرى

لا تحتاج [الرغبة] سوى إلى حُضور طرف آخر / ذات أُخرى (طعام ، شراب ، ملابس ، سلعة ، جهاز إلكتروني ، إنسان آخر ، أنثى جميلة ، رجل وسيم...) !

فالرغبة هي الباعث المُتولِّد لسد الفجوة بين الذات و الطرف الآخر ، المسافة التي تحول دول الوصول إلى تلك الذات الأُخرى

وهي مسألة تدور حول تملٌّك الآخر ، مسألة مُلكية وأسر حُريّة وتقييد ، مسألة استهلاك سلعة أو مُنتَج وتدميره

ولهذا تفقد معظم السلع جاذبيتها فور اقتنائها ، وفور الحصول عليها وتملّكها ، ولا تغدو لذيذة كما كانت قبل شرائها ، وكذلك علاقات العصر العاطفية

فالرغبة ، لا تزول إلّا بتدمير الطرف الآخر وامتلاكه ، أمّا الحُب فهو رعاية وإنماء للذات الأخرى ، تطوير وبناء ، و مزيد من الحرية والتحرير

وهذا هُو جوهر الخلل في العلاقات العاطفية السائدة ، التي تسعى لتملُّك الآخر (لا وعيًا) ، ولهذا تتلاشى معظم العواطف والشغف عند الزواج

لأنّ أساس العلاقة كان قائم على الحصول على الطرف الآخر و تملُّكه ومحاولة السيطرة عليه ، وفور حصول ذلك تموت العواطف التي تولّدت لذلك

فالمسألة إذَا أن نعرِف لماذا نعشق الآخر ، ولماذا نُريد أن نكون بجانبه ، هل هي مسألة تملُّك آخر واستهلاك لسلعة ، ستفقد جاذبيتها عند اقتنائها

يمتاز عالم العلاقات الحَداثي لدى الإنسان المُعاصر ، بأنّه عالم هَش ، عالم من الصِلات العابرة !

مِيزة العلاقات العابرة أنّها علاقات مُتجرِّدة من المسؤولية والالتزام ويُتيح الفرد لنفسه من خلالها فُرَصة دخول علاقات أخرى

ولذلك يجد الإنسان الاستهلاكي نفسه في النهاية تعيسًا يحتاج إلى مُستشار يقود حياته أو خُبَرَاء ينصحونه بمقابل مادي باهظ كيف يُقيم علاقة طبيعية

عالم الصِلَات والعلاقات ، أو عالم النفايات كما يُسمِّيه باومان ، حيث كُل الصِلَات Connections يُمكن الاستغناء عنها مثل مُنتَج تم استهلاكه !

فالعين تمتد دومًا إلى ما وراء اللحظة وتتطلع إلى ما يتم تزيينه (المعروض من خلف الزجاج) على أنّه أفضل ، غير راضية بما هو مُتاح (ما بين اليدين)

إنّه عصر قطع الغيار واستبدال المُنتَج قبل نهاية فترة الضمان ...

إنّه عصر الفرصة القادمة ، التي تجعل ما في يدك قابل للتخلّي عنه ، فلا ترتبط به بشدّة

عصر التحلل من المسؤوليات والالتزامات ، فقد لا يكون شريكك هو الآخر راغبًا أو قابلًا لعلاقة طويلة ، تحرمه بدوره من فُرَص أفضل !

فالسلعة لذيذة ، لأننا لا نستطيع الوصول إليها ، و كل ممنوع مرغوب كما هو معروف ، ومثل هكذا تغدو العلاقات الإنسانية في ظل ثقافة السوق

كما يعتبر باومان أنّ التكنولوجيا قد أدّت دوراً بالغ الأهمية فيما وصلنا إليه من هشاشة العلاقات الإنسانية

فالعالَم اليوم يُزوِّدُكَ بسرعة فائقة في التعامل مع شبكة الإنترنت وعالم علاقات افتراضي !

في عالم علاقات افتراضي -الانترنت- ليسَ عليك الصبر ولا التضحية ، ولا اجتياز فضاء متعة الاستكشاف الإنساني أو إخفاقاته

عالَم يُمكن أن تدخله بهوية غير حقيقية ، لتُشبع فضول اختراق المساحات الشخصية ، والتعرّف على الآخرين

إنّها ثقافة العلاقة المُريحة ، سواء بقيتْ على الشاشات أو انتقلت إلى الواقع بشروط العالَم الافتراضي

حيث يُمكنك إنهاء العلاقة في أي وقت إذا لم تَكُن راضيًا عنها

في العالم الافتراضي لديك خيار إنهاء العلاقة بشكل سهل ويسير (إغلاق النافذة / إقصاء الطرف الآخر ومنعه من الوصول إليك أصلًا Block)

عالَم ما يُناسبني و ما يُناسِبُك ! ، ولستُ مضطرًا إلى أن أتحمّل وجود شخص غير مُلائم في حياتي ، وهذا انتقل بدوره إلى الأُسَر والمنازل !

فالزوج في الماضي كان يتجاوز ما يُريد من أجل إرضاء ما تُريده زوجته و العكس إذ هي تُرضيه على حسابها ، وهذا كان يضمن ديمومة أطول للعلاقات

أمّا اليوم فالأجيال التي تربّت على عالم العلاقات العابرة والقابلة للتخلّي عنها بكبسة زر ، انتقل ذلك للأُسَر الحديثة وصار الانفصال سهل جدًا

إنّها خيارات العالم الافتراضي التي لاحظنا منذ سنوات أنّها باتت سمة العلاقات بين الأجيال الجديدة وتسرّبت إلى القديمة

علاقات تفترض أنّ الآخر سلعة ومُنتَج استهلاكي ، يجب أن يكون على قياسنا ، فإذا لم يأتِ على قياسنا ، فسُرعان ما سنستبدله بسلعة أكثر مُلائمة !

وينطوي هذا الفهم على طبيعة الآخر أو العلاقة كُمنتَج استهلاكي على خطورة ، هي "التأقيت" في بال الفرد ، التأقيت يعني : اعتباره أي علاقة ، علاقة مؤقتة !

ولعلّ هذا يُذكرنا بواحدة من أهم الأسس والمقاصد في فلسفة الزواج في التشريع الإسلامي وهي "تأبيد" العلاقة وديمومتها !

فالعلاقة الزوجية في التشريع الإسلامي لا تصح إن كانت النية الابتدائية لأصحابها منها "التأقيت" (أن تكون مُؤقتة) !

ولتتحوّر العلاقة الزوجية لعلاقة وظيفية صرفة ، يُمكن استئجارُها مع الوقت فهي علاقة إشباع حاجات، يُمكن استبدالها بأي شخص آخر يقوم بنفس الوظيفة
     
 
what is notes.io
 

Notes.io is a web-based application for taking notes. You can take your notes and share with others people. If you like taking long notes, notes.io is designed for you. To date, over 8,000,000,000 notes created and continuing...

With notes.io;

  • * You can take a note from anywhere and any device with internet connection.
  • * You can share the notes in social platforms (YouTube, Facebook, Twitter, instagram etc.).
  • * You can quickly share your contents without website, blog and e-mail.
  • * You don't need to create any Account to share a note. As you wish you can use quick, easy and best shortened notes with sms, websites, e-mail, or messaging services (WhatsApp, iMessage, Telegram, Signal).
  • * Notes.io has fabulous infrastructure design for a short link and allows you to share the note as an easy and understandable link.

Fast: Notes.io is built for speed and performance. You can take a notes quickly and browse your archive.

Easy: Notes.io doesn’t require installation. Just write and share note!

Short: Notes.io’s url just 8 character. You’ll get shorten link of your note when you want to share. (Ex: notes.io/q )

Free: Notes.io works for 12 years and has been free since the day it was started.


You immediately create your first note and start sharing with the ones you wish. If you want to contact us, you can use the following communication channels;


Email: [email protected]

Twitter: http://twitter.com/notesio

Instagram: http://instagram.com/notes.io

Facebook: http://facebook.com/notesio



Regards;
Notes.io Team

     
 
Shortened Note Link
 
 
Looding Image
 
     
 
Long File
 
 

For written notes was greater than 18KB Unable to shorten.

To be smaller than 18KB, please organize your notes, or sign in.