Notes

الرابط العجيب
---
أذكر عندما كنا صغارا كنا نقضي وقتنا باللعب بجهاز إلكتروني يقوم بتشغيل الألعاب المخزنة على الأقراص المدمجة ، و يُتحكم به بواسطة يد كثيرة الأزرار، عندما كان الجهاز يتعطّل في منتصف حماسة اللعب، كان أكبر الصغار سنا يستلم مهمة إنقاذ الموقف، فيبتعد كل الأولاد عن الجهاز الذي يوضع في المنتصف، و يقوم كبيرهم بإلقاء نظرة فاحصة عليه، ثم يطرق بضع طرقات على سطحه كأنه يوقظه من نومه، و خلفه حشد من الأطفال يغمضون أعينهم و يتمتمون، أكفهم الصغيرة مرفوعة يدعون الله أن تعود اللعبة للعمل من جديد، في الحقيقة كانت هذه الطريقة الساذجة تجدي نفعا في كثير من المرات و يعود الجهاز للعمل ! و في كل مرة يتعطل فيها كنا نتبع الخطوات اللامنطقية ذاتها، اليوم قد كبر الصغار و علموا أنه بالتأكيد لم يعمل الجهاز بسبب الطرقات المباركة على ظهره وإنما فقط لأن محرك الجهاز كان قد أُجهد و احتاج إلى استراحة !.
كثير من الخرافات التي نؤمن بها تكونت لدينا بالطريقة ذاتها، نربط الأحداث المتتابعة ببعضها، فربما أول إنسان قام بكسر مرآة تعرض لحادث بعدها بمحض الصدفة و تناقلت الأجيال بعده ارتباط كسر المرايا بحدوث شيء سيء! لو فكرنا للحظة لن نجد ذلك منطقيا أبدا، وقوع حدثين متتاليين لا يعني بالضرورة أن الحدث الأول كان سببا في وقوع الحدث الثاني، يعني بطريقة أبسط لو عطس أحدهم و من ثم فجأة انطفأت الأضواء، فلا يمكننا القول بأن الكهرباء قد قطعت بسبب عطسته!
الفأل السيء والتطير وغيرها من الخرافات تعمل بالطريقة ذاتها، ونحن بلا وعي نتولى ربط السبب بالنتيجة دون أن يكون لذلك أدنى وجه من الصِّحة
إذن ماذا يحدث عندما نعطس؟
لا شيء، يرحمكم الله !