Notes

(شعراء و ادباء خالدون)
طه حسين، كان شخصية محورية في النهضة الأدبية والثقافية العربية الحديثة. ولد في 14 نوفمبر 1889 في قرية الكيلو بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وفقد بصره في طفولته نتيجة الرمد. نشأ في بيئة ريفية بسيطة، لكنه تميز منذ صغره بذكائه وإصراره على التعلم.

التعليم والمسيرة الأكاديمية
بدأ طه حسين تعليمه في كتاب القرية، ثم التحق بالأزهر، حيث درس العلوم الدينية واللغة العربية. على الرغم من ذلك، لم يرضَ عن طرق التدريس التقليدية هناك. في عام 1908، كان من أوائل الطلاب الذين التحقوا بالجامعة المصرية الأهلية حيث درس الحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا، مما مهد له الطريق للابتعاث إلى فرنسا، حيث أكمل دراسته في جامعة مونبلييه ثم جامعة باريس. هناك، نال الدكتوراه بأطروحة عن الفيلسوف ابن خلدون.

المناصب
بعد عودته إلى مصر، عُين طه حسين أستاذًا للتاريخ والأدب العربي في الجامعة المصرية. ثم تقلد مناصب مرموقة مثل عميد كلية الآداب، ومدير جامعة الإسكندرية، وأخيرًا وزيرًا للمعارف في فترة حكومة الوفد. من أبرز إنجازاته في هذا المنصب هو دوره في تحقيق مجانية التعليم في مصر حتى المرحلة الثانوية، ما جعله يعتبر أن التعليم يجب أن يكون حقًا للجميع مثل "الماء والهواء".

أعماله وأفكاره
كان لطه حسين العديد من الأعمال التي أحدثت جدلاً واسعاً، من بينها كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي"1926)، حيث قدم أطروحة مفادها أن معظم الشعر الجاهلي منحول بعد الإسلام، ما أثار اعتراضات شديدة من المؤسسات الدينية. إلا أن ذلك لم يوقفه عن الدعوة للتجديد في دراسة الأدب العربي، حيث دعا إلى تبني منهج العقلانية والتفكير النقدي، مُستفيدًا من الفلسفة الديكارتية في التشكيك والتحليل.

من أبرز كتبه أيضًا "الأيام"، وهي سيرة ذاتية تجسد مراحل مختلفة من حياته وصراعه مع الظلام الذي فرضه فقدانه للبصر، إلى جانب كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" الذي تناول فيه ضرورة الانفتاح على الغرب وتطوير التعليم والثقافة في مصر.

جوائزه
حصل طه حسين على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته، وتم ترشيحه لجائزة نوبل في الأدب 21 مرة. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات الدولية، وظل تأثيره مستمرًا على الساحة الثقافية العربية حتى بعد وفاته في 28 أكتوبر 1973.