Notes

في أشدّ أوقات الضيق ، وفي أشد عتمات اليأس ، يبعث الله دائماً من يحيي قلبك ويورق الأمل فيه ، بعد أن كاد أن يموت ، بعد أن جفت فيه منابع الأمل ، وأصبح صلداً لا ينبت ولا يزهر ،
يحيي الله قلبك بروح تسكنه بأمل تحيا من أجله ، بطمأنينة عجيبة يتلقّاها من قربه منه ،
يبعث الله لك من أعماق يأسك ، ابتسامة ساحرةً تكون كالغيث على أرضك الميّتة ، فتحييها من جديد وترسم لها طريقاً مستقيماً يحفّه الطهر ،
روح خلقت من أجل نشر الحب والسعادة وما وجدت لأجل الهم والحزن ، روح طاهرة من ربّها ، أنار الله قلبها وبصيرتها فأضفت مصباح نور للحائرين في فيافي هذه الليلالي المظلمة ، روحٌ من الجنّة اصطفاها الله وطهّرها واطنعها على عينه ، ❤️
وعندما نتأمل حكمة الله في ذلك نقف مذهولين أمام حكمته وعدله ، أمام رحمته وكرمه ، فنلجأ اليه بافتقارنا اليه نلجأ متذللين اليه ، راجيين رضاه ، نكتمها في قلوبنا وما تحتويه صدورنا ، نسلّم دائماً أمرنا لله ونتوكل عليه بكليّتنا ، نذهب الى بلاده طمعاً في دعوةٍ قد أزهرت صدورنا ، وعندما ندعو ننسى أنفسنا ومن استأمننا ، ونسلّم للدعاء الذي كتمناه في صدورنا وقلوبنا .
إنّه والله لأمرٌ عجيب ذاك الذي يحدث ، أي روح نفخها الله فيك حتّى أصبحت في كل الدعوات ، وفي كل الخواطر والعبرات ، أي منزلة تلك الّتي وهبك الله ايّاها حتّى أصبح النظر اليك راحةً للقلوب الّتي أتعبتها هموم الحياة ومآسيها ، وبعد كلّ ما ذكرناه ، لا يبقى لنا الّا الصمت ، فما ذُكر ربّما يكاد لا يُذكر اذا ما قورن بما في قلوبنا ، الحمدلله دائمًا وأبداً على طمأنينة يقذفها في قلوبنا فتزهر ورداً زكيّاً جميلاً ، فوالله لو علمتم ما أثركم على قلوبنا وعقولنا ، لعجبتم والله كلّ العجب ، ربّما أن الكلمات الآن وحروف اللغة باتت ضعيفة الى هذا الحدّ ، يكفي أن أقول رضي الله عنكم وأرضاكم ،