NotesWhat is notes.io?

Notes brand slogan

Notes - notes.io

ياااه أخيراً انتهى مشوارها الدراسي.. وها أنا هنا واقف وحدي على شاطئ الشوق.. وحدي انتظر واللهفة بادية في عيني اعدّ الثواني الدقائق الساعات الايام والشهور ولا شيء في بالي إلا هي ولا شيء على بالي الا هي.
انتظر وأتسائل "يا ترى من هي تلك الفتاة التي سرقت مني تفكيري وكياني؟ من هي التي القطعة الأخيرة التي ستكمل ما ينقص حياتي؟ من هي خلاصي الأخير؟ كيف تبدو؟ ماذا تفعل؟ فيمَ تفكر الآن؟ كيف هي صحتها؟ مممم طيب هل تناولت وجبة الغداء؟ هل شربت كمية كافية من الماء؟ أنا متأكد انها تفعل ذلك لأنها تحبني ولأنني وصّيتها كثيراً على هذا. هل استمر أولئك الشبان الاوغاد في مضايقتها واللحاق بها؟! لانني ساجعلهم يحفرون قبورهم بايديهم لو اقتربوا من ملاكي مرة اخرى!! .... طيب كيف تبدو ابتسامتها لا بد من انها اجمل ابتس... حسناً حسناً علي التوقف عن التفكير قليلاً لكي لا اتعب عقلي اكثر، عليّ التركيز على ما هو قادم.. لقد رتبت كل شيء في غرفتنا التي لطالما تحدثنا عنها، حرصت على كل التفاصيل، آه..! ها هو خاتم عمري.. سانتظر الوقت المناسب له، لقد وعدت نفسي ألّا اتقدم لها إلّا امام عائلتها احتراماً لها ولوالدها طيب الذكر واحتراماً لنفسي ولمبادئنا الشرقيّة.. سأحرص على أن يتم كل شيء بأفضل ما يمكن لأنها تستحق الأفضل.. مممم هل تفكر فييَّ الآن؟ يااا ربي! علي التوقف قد تصل السفينة في اي لحظة."
وبينما كنت انتظر تذكرت عندما وعدتني انها لن تكون لغيري لانها تعتبرتني سندها في الحياة. وتذكرت وعدي لها بانني لن اخذلها مهما كانت الظروف صعبة عليي.. ساتحمل ما لا يمكن تحمله وافعل المستحيل من اجلها.
وبينما كنت اترنح شمالاً ويميناً بانتظار السفينة .. استطعت رؤية السفينة تقترب اكثر واكثر من الافق البعيد.. بدأت اشعر بقوة انفاسي ودقات قلبي تتسارع مع اقتراب السفينة وركبي لم تعد تتحملني والرعشة تهز جسدي باكمله، ولكنني استعدت اخيراً قواي عندما تذكرت صوتها "حبيبي" "حبيبي" .... ، فصوتها كان سحر يعيد الحياة اليّ كلما تذكرته.. هه! كيف لا؟ قلت انه خلاصي الأخير.
رست السفينة ونصب درجها.. وابتدأت اول مجموعة من الناس في النزول.. لم اترك وجهاً الا حملقت اليه.. لم يعرني احد من هؤلاء الغرباء اي اهتمام.
" ههههه لا بد انها لم تخرج بعد.. طيّب سأذهب انا اليها سألاقيها على الباب.. هذا ما سأفعله!"
بدأت المجموعة الاخرى بالخروج من الباب حرصت على ان يروني كلهم فمن المحتمل ان تكون اي شخص فيهم.. ولم يعرني احدهم اهتماماً!
"خرج الجميع ولم ترتني هي!"
ومع انتهاء خروج المسافرين.. شعرت بخوف ورهبة كبيرتين. لم استطع تمالك نفسي اكثر.. هرولت الى ساحة الوافدين كالمجنون ابحث عن ملامحها وعيونها في كل وجه أراه ادقق في كل صوت يصدر أملاً في سماع صوتها، بلا فائدة.. فقدت عقلي مني ولم اعد اشعر بشيء
"يجب ان أراها ان اسمع صوتها!! فهذا حلمي وحلمها ووعدي ووعدها! إن فقدتها الآن فاسفد روحي وقلبي وأحلامي.. لا لا لااا!"
-"نبال؟!" -"من أنت؟!" -"أنا آسف ظننتك شخص اعرفه"
-"نبال؟!" - "لااا"
-"ن.. نبال؟!" -"....."
-"ن.. نن.. بال" -"لا هل انت مجنون؟!"
ارتميت على ظهري فقدت الاحساس بكل شيء في جسمي لم اعد ارى بالالوان وانفاسي باتت ثقيلة.. لا شيء إلا اصوات تتمتم "احضرو المااء" "من هذا المسكين؟" "فقد الوعي" اسرعوا بالماااء لقد فقد وعيه!" "لا حول ولا قوة إلا بالله!"
وعندما استعدت وعيي، كانت السفينة على وشك المغادرة.. نهضت مسرعاً وركضت الى قبطان السفينة لمراجعة سجل الوافدين. فوجئت في طريقي بشخص غريب خفي الملامح.. تحدث الي بلهجة غير مفهومة..
"هل انت عبد الله؟" قلت له بلسان ثقيل "نعم..!" اعطاني رسالة مكتوب على غلافها بخطها باللون الأحمر "اليك يا عبد الله" وغادر مسرعاً.
مسكت الظرف وكنت الاحظ الرجفان الشديد في يدي، طلب مني موظف الميناء المغادرة حالاً لان السفينة على وشك المغادرة، لم اعطه اي انتباه وتحاملت على جسدي المنهك وراسي مائل الى الاسفل وظهري محني من شدة التعب متوجهاً الى غرفتنا.. وكل تلك الفترة وانا مرعوب عليها واسأل نفسي " لمَ لم تأتي..؟ لمَ لمْ تفِ بوعدها...؟ هل اصابها مكروه؟! لاااا.. لا سمح الله ان يصيبها مكروه وانا على قيد الحياة! ماذا حصل؟ يالله اين اخطأت؟ انا أحبها بقلب صافٍ ومخلص لها بكل ما أوتيت من حبي، كان يجب عليي محادثتها باستمرار.. لا لا فقد وعدتها الا احاكيها خلال فترة دراستها لئلا اشتت انتباهها عن دراستها."
أتذكّر عندما كنا نتحدث قبل فترة شهري الدراسة لامتحانات الثانوية العامة انني قلت لها اكثر من مرة انها يجب ان تنساني فقط تلك الفترة حتى تنتهي من امتحاناتها واصريت عليها كثيراً لكي لا اكون مصدر الهاء وتشتيت لها عن دراستها.. لقد فعلت ما هو صواب يا الله! فعلت هذا من اجلها هي لكي لا تكرهني لاحقاً.. لم اكن انانياً وحرمت نفسي من سماع صوتها من أجلها.. حرمت نفسي من اجمل لحظات حياتي لانني اردتها ان تكون الافضل ومن اجلها هي.. لم اخبرها انني اتعذب جداً وجداً وجداً في كل لحظة لا تكون فيها بجانبي. ثم فكرت في نفسي..
"لا لا يمكن ان يكون هذا السبب فهي تفهمني ولم ولن اجد مطلقاً احد يفهمني مثلها. "
وصلت غرفتنا الموعودة ووقفت على بابها الذي لم يُفتح منذ ان تودعنا آخر مرة.. فتحت الباب رأيت الحزن غامر في كل تفاصيل الغرفة التخت، الكنب، الطاولة، التلفاز، الدب المحشو، وحتى الازهار باتت ذابلة وكئيبة. القيت بالظرف على الطاولة وظللت انظر اليه لساعات وساعات.. سألت نفسي بصوت خفيف
~"ترى لم لم تأتِ وما فحوى هذه الرسالة؟"
دقّت الساعة التاسعة مساءً حتى قررت فتح الظرف، استغرقني التردد في فتحه أحد عشرة دقيقة ومشاعر مختلطة ومتناقضة تنتابني من لهفة وحيرة وخوف وحزن وسعادة وتردد.
وبدأت في قراءة تلك الرسالة..
-"إليك يا هذا..!!"
-"يا هذا؟؟ لم تذكري اسمي حتى؟ يا الهي كن معي!!"
-"ابعث لك هذه الرسالة لاعلمك انني قد نسيتك.. فمن أنت لتحبني بدون أن تراني، هه! تبتعد عني فترة وتريدني ان ارجع.. هه! قل لي من انت لاحبك؟؟ غيرك الكثير من الشبان مستعدين أن يموتوا من أجلي ويتمنون مني النظرة! فمن انت لتحبني يا نكرة! لقد ممللتهم ومللت جنس آدم من كثر ملاحقتهم لي ومللتك انت بالأخص!! الا تفهم؟ لقد حظرتك عن حسابي منذ فترة ليست بقريبة! افهم! انا لم ولن أحبك! ابتعد عني رجائاً! او لا.. انقلع من حياتي!! لا اريدك!!"
-"...................................................."
لم تعد يداي تستطيعان حمل الورقة.. شعرت ان كل كلمة كتبتها كانت كالسهم يدخل ظهري مخترقاً قلبي.. مرت خمس دقائق وانا في حالة جمود حتى انني لم اعد اشعر بدقات قلبي وشعرت انني في حالة موت سريري وما ان استعدت وعيي حتى رسمت بسمة صغيرة على وجهي بدأت تكبر هذه البسمة حتى اصبحت ضحكاً وقهقهة ظللت اضحك لم أعرف لماذا.. سرعان ما ان تحولت هذه الضحكات الى بكاء فبكاء شديد فصراخ! بقيت اربع ساعات وانا على نفس الحال والدمعة لم تفارق عيني ثم نمت بدون ان اشعر ولم استيقظ الا عصر اليوم التالي.
استيقظت وقد رجعت اليّ قواي العقلية.. شغلت الراديو لاستمع لبعض الموسيقى.. ذهبت لاغلي بعض القهوة لأستجمع أفكاري وافهم تماماً ما حدث لي.. جهزت كوب القهوة.. وجلست امام الطاولة.. وكنت استمع الى اغنية "لبيروت للظاهرة فيروز" وانتابتني موجة حادة من السعادة والقشعريرة من روعة تلك الاغنية.. جعلتني ابتسم رغماً عن كل تلك الآلام ولم افكر في شيء وقتها الا في روعة تلك الموسيقى..
"ياااااه لولا الموسيقى يا رب لتخفف عني آلامي وأوجاعي.. يااه ما اروعك يا فيروز"
ثم حولت الى قناة الموزع الموسيقي التركي "Toygar Isikli".. احضرت ورقة وقلم وبدأت بكتابة رسالة لها بينما استمع للموسيقى.. اتذكر بعض من موسيقاه كـ "Ask ve Husun" "Mesafe" "Bu sehir Bu sokaklar" "Gonlum Gocebe" "Ben Hayatin Maglubuyum" "little hopes" واخيراً "sardunyalar" كانت كل قطعة من موسيقاه اروع من الاخرى وتعطي جو رائعاً للكتابة..
بدأت بالكتابة وبسمة مريبة ممزوجة بألم بدت على وجهي..
" إليكِ يا هذه.. ابعث لك هذه الرسالة لاقدم ما لدي من "ثرثرة" وارحل كما طلبت حضرتك.. ابعث اليك هذه الرسالة لاجيبك عن بعض تساؤلاتك بشأني
اووووه ههههههه لقد نسيت أن أعرفك بحضرتي فانتِ ربما لا تتذكريني أنا اسمي عبد الله.. تحدثنا مسبقاً العديد من المرات.. مممم كان بيننا وعود واحلام مشتركة.. أتذكرين كان لدينا غرفة نضع فيها كل ممتلكاتنا واشيائنا الغالية اتفقنا مرة على عدد اطفلنا في المستقبل كم عددهم ومتى سننجبهم.. اتذكرين عندما كنا نتبادل اغانينا المفضلة؟ وعندما كنا نلعب لعبة الصراحة -سؤال وجواب-.. اتذكرين أيام الشتاء عندما كنت اتحمل البرد الشديد في سبيل سماع صوتك؟ اتذكرين حين فقدت صوتي وبتنا نتبادل الرسائل النصية؟ اتذكرين حين قلتي لي وقتها "سأعطيك صوتي لتحادثني.." اتذكرين حين قلت لي "انت لست فقط مجرد زوج وخطيب وصديق.. بالمختصر انت حبيبي" اتذكرين عندما كنت اوصيكي على صحتك وعلى التغذية السليمة وشرب الماء باستمرار؟ اتذكرين وعدي لك؟ اتذكرين وعدك لي؟ لعل حضرتك تذكرتني،،
وبعد،،
لماذا أحببتك دون أن أراكِ؟
حسناً.. "أيتها الحمقاء .. عندما أحببتُك بطهارة .. أحبَبتك لأنني على قناعة بأن الحب كالصلاة ان لم يكن طاهراًً فهو .. باطل"
أحببتك لأن الحب مواقف، اهتمام ومسؤولية.. لأن الحب اعمق شيء أعمق من أن يتم بتبادل النظرات
أحببتك لأني احب بروحي لا بعيني.. طوبى لجلال الدين الرومي عندما قال “الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذي يحب "بروحه" وقلبه فلا ثمة انفصال "أبدا".”
أحببتك لان الحب ليس بيد أحد.. أتذكرين حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-:"اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تؤاخذني فيما لا أملك" في إشارة لقلبه
أحببتك لأن قلبي المجنون ترك كل نساء العالم وذهب راكضاً اليك بدون استئذان مني، ولكن ماذا فعلتِ انت به تركته وحيداً جريحاً سلطتي عليه شرك الخبيث مزقته واعدته الي اشلاءً
أحببتك لاني أحببتك! أحببتك لأنك أنتِ!!
لقد غيرتكِ الأيام.. أنت لست نبال التي أعرفها.. تلك الفتاة الحنونة الصادقة الضحوكة المرحة المحبة البريئة.
لقد اصبحتي انسانة جبانة أنانية تنغر بالمظاهر.. تنسى قلبها من اجل ان تبدو الانسانة الكاملة في نظر الكل.. "الفتاة التي لا تخطئ"
وبتّي تقارينينني بلأوغاد من الشباب ممن لا يرون في الفتاة الا دمية يتصرفون فيها على هواهم.. هه! لا يا عزيزتي!! أنا ذلك الرجل الذي كرس حياته وغير مسار أحلامه من أجلك انت. لتكوني شريكة حياته.. تقارنين حبي بحبهم؟! الله لا يرضى بهذا!
لن اطيل على حضرتك.. لا اريد اضاعة وقتك الثمين بثرثرتي
لكني أتمنى لك كل الخير واتمنى أن ترجعي كما كنتِ من أجلك لا من أجلي لأنني قد فات أواني..
أما أنا؟ فسأفعل ما تريدين تماماً سأرحل بعيداً.. سأتركك لعالم مليء بالوحوش والقذارة ولن آخذ معي الا قلبي الجريح وصورتك القديمة.. لعل الزمان يداوي جروحه قبل ان يموت تماماً.. فالزمان الذي استطاع ان يغيرك ربّما يستطيع شفاء قلبي منك.
قفي وحدك بلا قلب.. افعلي ما شئت الآن
وداعاً.."
ذرفت عيناي الدمعة الأخيرة مع كلمة "وداعا" لانني كتبتهاا لأغلى ما كنت أملك "نبال" التي ربما ماتت ربما تغيرت، لا أدري .. لا لتلك الفتاة التي لا اعرفها حقاً..
رشفت آخر رشفة قهوة حملت قلبي واقفلت الغرفة لانني وعدتها الا يدخلها أحد من بعدها ومضيت بحياتي..
     
 
what is notes.io
 

Notes.io is a web-based application for taking notes. You can take your notes and share with others people. If you like taking long notes, notes.io is designed for you. To date, over 8,000,000,000 notes created and continuing...

With notes.io;

  • * You can take a note from anywhere and any device with internet connection.
  • * You can share the notes in social platforms (YouTube, Facebook, Twitter, instagram etc.).
  • * You can quickly share your contents without website, blog and e-mail.
  • * You don't need to create any Account to share a note. As you wish you can use quick, easy and best shortened notes with sms, websites, e-mail, or messaging services (WhatsApp, iMessage, Telegram, Signal).
  • * Notes.io has fabulous infrastructure design for a short link and allows you to share the note as an easy and understandable link.

Fast: Notes.io is built for speed and performance. You can take a notes quickly and browse your archive.

Easy: Notes.io doesn’t require installation. Just write and share note!

Short: Notes.io’s url just 8 character. You’ll get shorten link of your note when you want to share. (Ex: notes.io/q )

Free: Notes.io works for 12 years and has been free since the day it was started.


You immediately create your first note and start sharing with the ones you wish. If you want to contact us, you can use the following communication channels;


Email: [email protected]

Twitter: http://twitter.com/notesio

Instagram: http://instagram.com/notes.io

Facebook: http://facebook.com/notesio



Regards;
Notes.io Team

     
 
Shortened Note Link
 
 
Looding Image
 
     
 
Long File
 
 

For written notes was greater than 18KB Unable to shorten.

To be smaller than 18KB, please organize your notes, or sign in.