Notes

إمبراطورية فيسبوك..

"إمبراطورية" .. هكذا يجب ان يطلق على "فيسبوك" الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم والتي لم يتجاوز عمرها إحدى عشرة عاماً لتصبح الآن (2015) من أغلى عشرة علامات تجارية في العالم بقيمة سوقية "250 مليار دولار" متجاوزة بذلك علامات تجارية عريقة وعملاقة تعمل من عشرات بل من مئات السنين.

إذا كانت "فيسبوك" دولة فهي الدولة الأكبر في العالم بـ 1.49 مليار نسمة (2015), أي ان واحد من كل 5 أشخاص على ظهر هذا الكوكب مقيم في هذه الدولة, حيث ان عدد مستخدمين الموقع النشيطين (الفعالين فقط) تجاوز 1.49 مليار شخص (2015), وبذلك يصبح أكثر من 50% من مستخدمي الإنترنت لديهم حسابات على فيسبوك, مع الأخذ في الإعتبار ان فيسبوك محظور لأسباب أمنية في دولة "الصين" الدولة الأكبر في العالم من حيث عدد السكان 1.3 مليار نسمة.

سوف نتحدث فى هذا المقال عن تاريخ فيسبوك ومؤسس "فيسبوك" وبعض الشركات والخدمات التي استحوذت عليها فيسبوك, وبعض الحقائق المدهشة عن هذه الشبكة العملاقة, وطريقة تصفح فيسبوك وبعض المواقع الآخرى من هاتفك المحمول مجاناً!.

حقيقتاً فيسبوك ليس أول شبكة إجتماعية في العالم والفكرة ليست جديدة وليست ومبتكرة حيث كان يوجد شبكة إجتماعية شهيرة قبل فيسبوك تسمى "ماي سبيبس" والتي كانت تعمل قبل فيسبوك بسنة تقريباً, وكان يوجد أيضا شبكة تسمى Hi5.com والتي استحوذت عليها شبكة "tagged.com" في 2011 بمبلغ غير معلوم, وكانت شبكة "ماي سبيبس" أفضل وأكبر شبكة إجتماعية من الفترة (2003 -2007) ولكن انتشار "فيسبوك" قضى على هذه الشبكة والتي لازالت تعمل حتى اليوم ولكن ليس كما كانت حيث إنخفضت قيمتها بشكل لافت للنظر بعدما كان متوقع لها مستقبل عظيم, وأصبح اليوم "فيسبوك" أسلوب حياة بالنسبة لعدد كبير من البشر!

تأريخ فيسبوك في سطور وبإختصار غير مخل...

كانت بدايات فيسبوك في فبراير 2004 على يد شاب أمريكي عشريني من اسرة يهودية يدعى "مارك زوكربيرج" مواليد 1984 (31 عاماً) والمصنف حالياً السابع كأغنى أغنياء العالم بثروه 44.8 مليار دولار (أكتوبر 2015) وذلك خلافاً لقيمة فيسبوك والتي لا يمتلكها بالمعني الحرفي حيث يعتبر فقط حالياً الرئيس التنفيذي لـ "فيسبوك" حيث تعتبر الشبكة ملك لمجموعة من المستثمرين" وان كان له فيها أسهم بطبيعة الحال.

في البداية إلتحق "مارك" بجامعة هارفارد الأمريكية عام 2002 وكان طالباً غير ملتزماً, وأطلق في البداية داخل أسوار الجامعة تطبيق أو برنامج بإسم "Facemash" وكانت فكرته هو مقارنة صور الطلبة واتاحة التصويت لهم بناء على جاذبية صاحب او صاحبة الصورة، وزادت شهرة هذا التطبيق في الجامعة بشكل ملفت إلى ان تم الغاؤة من قبل ادارة الجامعة لاسباب تأديبية.

بعد ذلك قرر مارك بمساعدة من زملائه إطلاق شبكة إجتماعية صغيرة على الإنترنت تساعد طلبة جامعة هارفارد في التواصل مع بعضهما البعض وتسمح لهم بتصميم صفحاتهم الشخصية و تحميل صورهم و التواصل مع الطلبة الآخريين ولكن لم تكن أبدا بهذه الصورة الحالية للموقع, وكان إسم هذه الشبكة آنذاك "TheFacebook.com" وليس "Facebook" والسبب هو عدم توافر Facebook.com حيث كان محجوزاً باسم شركة أخرى, وكان ذلك داخل السكن الطلابي في الجامعة متجاهلين تماماً واجبتهم والدراسة في الجامعة ,ومع مرور الأيام ذاع صيت الموقع بين طلبة الجامعة وبين طلبة الجامعات الاخرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية لتتجاوز بذلك خلال شهور "مليون" مستخدم للشبكة مما دفع "مارك" وحده إلى ترك جامعته "هارفارد" والتفرغ والتركيز على هذا المشروع وكان ذلك في عام "2004" أي بعد سنتين من إلتحاقه بالجامعة, وكان الفيسبوك وقتها قاصراً فقط على طلبة الجامعات وبعد ذلك تم التوسع والسماح لطلبة الثانوية ان ينضموا للشبكة ليتجاوز عدد المستخدمين في 2005 إلى 5.5 مليون مستخدم للشبكة وفي ذلك الحين تلقى مارك إستثمار من شركة جريئة ترى المستقبل بدقة تدعى "Accel Partners" بقيمة 12 مليون دولار والذي ساعده على تطوير البنية التحتية للشبكة والتوسع للعالم أجمع وشراء دومين "Facebook.com" في أغسطس 2005 بـ 200 ألف دولار والذي كان محجوزاً من 1997م لصالح شركة تسمى "AboutFace".

مع مرور الأيام والشهور ذاع صيت "فيسبوك" في العالم أجمع وبدأ يخطف الأنظار من الجميع خصوصاً "ياهو" وبذلك قررت شركة "ياهو" في عام 2007 شراء هذه الشبكة الناشئة بقيمة "مليار دولار" وعرضت ذلك على المؤسس وفكر "مارك" (22 عاماً) في الأمر ولكن كان "مارك" يرى ان لا فائدة "للمال" وحده و ماذا سوف أفعل بـ "مليار" دولار حيث ان الشغف وحب العمل والتطلع لما هو أفضل من مجلبات السعادة وبذلك كانت فكرة بيع "فيسبوك" والحصول على مال فقط غير مجديه بالنسبة له, وما زاد هذه الفكرة يقيناً هو ان رئيس "ياهو" خفض المبلغ إلى 750 مليون دولار فقط, حيث كان وقتها الرفض قاطع من مارك والقائمين على "فيسبوك", ووصلت اليوم القيمة السوقية للفيسبوك أكتر من 250 مليار دولار أي 250 ضعف ما عرضته "ياهو" من 8 سنوات.

مع مرور الأيام والشهور تسبب الفيسبوك في إندلاع الثورات العربية حيث يعتبر فيسبوك المحرك الرئيسي لهذه الثورات, وبدونه أعتقد ان مجرد التفكير في قيام ثورة هو مجرد طرفه, واليوم أصبح الإنترنت بشكل عام والفيسبوك بشكل خاص هو مصدر الوعي الأول والأخير للفرد العربي تحديداً.

في 2009 تقدم شابين مجهولين الأول "بريان أكتون" والثاني "جان كوم" إلى العمل في "فيسبوك" ولكن بعد مقابلة العمل تم رفضهم لضعف قدراتهما, وبعدها مباشرةً تقدما أيضا للعمل في "تويتر" ولكن تم رفضهم لنفس السبب, وقاما احدهما بكتابة ذلك على "تويتر" في ذلك الوقت وانه تقدم للعمل في فيسبوك وتم رفضه ولكن كانت فرصة عظيمة لمقابلة أشخاص رائعين والدخول في مغامرات جريئة معهم, وكان النص الحرفي لهذا المنشور هو "Facebook turned me down. It was a great opportunity to connect with some fantastic people. Looking forward to life's next adventure" , ولم يفقد كلاهما الأمل وقرر بعد ذلك في نفس العام برمجة و إنشاء تطبيق للمحادثة الفورية على الهواتف الذكية بإسم "واتس أب" وتم إطلاقه في نفس العام بواسطتهم وتمر الأيام والشهور والسنين وتقوم فيسبوك بعدها بخمسة سنوات (2014) بشراء هذه التطبيق من الشابين (بريان أكتون وجان كوم) بـ 19 مليار دولار في صفقة تعتبر الأغرب في التاريخ حيث لا يوجد شركة على ظهر هذا الكوكب عمرها 5 سنوات فقط وتتكون من 5-10 أفراد وتباع بهذا المبلغ , وهذا المبلغ قادر على شراء شركات عملاقة, بل بأقل من هذا المبلغ تستطيع فيسبوك شراء دولة "جامايكا" بالكامل بـ 14 مليار دولار, علماً بان لا يوجد ربح مباشر من تطبيق "واتس اب" حيث ان الخدمة تعتبر مجانية بالكامل ولكن ما تم شراءة ليس التطبيق في حد ذاته لان من السهل إنشاء مثله بسهولة ولكن تم شراء المستخدمين الذي يستخدمون هذا التطبيق حيث ان عدد مستخدمين هذا التطبيق تجاوز اليوم 800 مليون مستخدم حول العالم, لينضم هذا العدد إلى مملكة أو امبراطورية "فيسبوك" العملاقة!.

في 2011 قام فيسبوك بالتواصل مع شركة دواجن أمريكية تدعى "Farm Bureau" حيث ان هذه الشركة هي المالكة لدومين "FB.com" من 1997, وبعد مفاوضات تم شرء هذا الدومين (حرفين فقط) بـ 8.5 مليون دولار أمريكي, ويمكنك فتح فيسبوك من خلاله ليتم تحويلك تلقائيا إلى facebook.com, وايضا يمكنك فتح فيسبوك من خلال fb.co و fb.me.

في 2012 فيسبوك يشتري تطبيق "إنستاجرام" لمشاركة الصور على الهواتف الذكية بقيمة "مليار دولار" ووصل عدد مستخدمي هذا التطبيق اليوم إلى 400 مليون مستخدم (سبتمبر 2015) لينضم هذا العدد إلى إمبراطورية فيسبوك, وتم إطلاق تطبيق إنستاجرام في عام 2010 أي ان تم بيعه بمليار دولار بعد سنتين فقط من إطلاقه.

ومن 2004 حتى 2015 استحوذت فيسبوك على ما لايقل عن 40 شركة مختلفة لتنضم بشكل رسمي لـ "فيسبوك" لتساعدها في التطور والنمو حيث ان هذه الشركات لديها خدمات مبتكرة وعقول مبدعة سوف تساعد فيسبوك على المدى القريب والبعيد, ومن هذه الشركات شركة Oculus VR المتخصصة في تكنولوجيا "الواقع الإفتراضي" وتم الإستحواذ عليها العام السابق بـ 2 مليار دولار.

يكسب فيسبوك في الساعة الواحدة قرابة "1.7 مليون دولار" (بالضبط كما قرأت مليون و 700 ألف دولار أمريكي كل ساعة) أي أكثر من 40 مليون دولار يومياً والأرباح الربع سنوية تقدر بأكثر من 4 مليار دولار وذلك طبقاً لاخر الاحصائيات (سبتمبر 2015), ولكن في المقابل يصرف فيسبوك ملايين الدولارات شهرياً نظير سيرفرات Datacenters عملاقة خاصة به قادرة كل دقيقة على استضافة ملايين الجيجابايت المستخدمة والمستهلكة في المنشورات والصور والفيديوهات والزيارات التي يستقبلها الموقع ..الخ بالاضافة إلى معالجة ملايين العمليات التي تحدث على الشبكة كل ثانية حيث ان موقع مثال "فيسبوك" يحتاج إلى سيرفرات خاصة وعملاقة بكل ما تحمل الكلمة من معاني, ناهيك عن الأجور والمصاريف الأخرى والتي لابد ان تتناسب مع حجم الشبكة, وقد أعلنت فيسبوك قبل أيام (في أكتوبر 2015) على انه وصل عدد المستخدمين النشطين على "فيسبوك" في يوم واحد فقط إلى (مليار مستخدم) أي ان مليار مستخدم سجل دخول إلى فيسبوك في يوم واحد فقط, ولا يستطيع أي موقع على الإنترنت أن يستقبل هذا العدد الضخم أو حتى نصفه في يوم واحد إلا إذا كان موقع عملاق ويعمل على سيرفرات خاصة وعملاقة, ويظهر ذلك جليا بالنسبة لنا عند ظهور نتيجة الثانوية العامة على سبيل المثال حيث يتعطل سيرفر أو موقع النتيجة عن العمل عده مرات كونه لا يستطيع استقبال 5-10-20 ألف زائر دفعة واحدة, وهذا فيما يتعلق بإستقبال الزوار فقط وليس بتصفحهم للموقع والتفاعل معه ورفع ونشر صور وفيدوهات ..الخ!.

إحصائيات سريعة عن فيسبوك (أكتوبر 2015):
يتم رفع أكثر من 5000 صورة كل ثانية إلى فيسبوك.
66% من جيل الشباب حول العالم يستخدم فيسبوك.
20 ألف مستخدم يفتح فيسبوك كل ثانية.
500 ألف مستخدم يفتح فيسبوك من الموبايل كل دقيقة.
87% من مستخدمي فيسبوك يسخدمون فيسبوك من الموبايل.
يتم نشر 3 مليون منشور كل دقيقة.
يتم إرسال 100 ألف طلب صداقة كل 10 دقائق.
يتم الضغط على زر "إعجبني" مليون مرة كل دقيقتين.
17 مليون مصري تقريباً يستخدمون فيسبوك وتعتبر البلد رقم واحد عربياً وأفريقياً.



**كيف تتصفح "فيسبوك" ومجموعة من المواقع الأخرى مجانا من هاتفك المحمول؟!

كانت "فيسبوك" قد أعلنت قبل شهور عن مبادرة أو مشروع باسم "internet.org" لتوفير الإنترنت المجاني لجميع سكان الكرة الأرضية خصوصاً الدول النامية وعلى رأسهم دولة (زامبيا) الأفريقية واليوم المشروع في مرحلة تجريبية لكنها ستكون البداية من أجل تطبيق أشمل وأوسع في الفترة القادمة, وتم تفعيل هذا المشروع مؤخراً داخل جمهورية مصر العربية ليعمل بواسطة شركة "إتصالات مصر" فقط (حتى كتابة هذه السطور) ومن المتوقع ان تعمل مع باقي الشركات الآخرى خلال أيام/شهور.

سيتمكن مستخدمي الخدمة "internet.org" من التصفح الكامل والمجاني لعدد من الخدمات والمواقع المحدودة على الإنترنت على رأسها موقع فيسبوك وموسوعة ويكيبيديا ومجموعة من المواقع الآخرى والتي تختلف حسب كل دولة حيث ان في مصرعلى سبيل المثال المواقع المتاحة (فيسبوك - ويكيبيديا - اليوم السابع - محرك بحث BING ...الخ)

ويمكنك التصفح الكامل لجميع هذه المواقع في أي وقت وبدون حدود, ولكن بالنسبة للـ "فيسبوك" فلا تستطيع عن طريق هذه الخدمة المجانية عرض أي صور أو أي فيديوهات ولكن يمكنك قراءة أي شئ والتعليق والإعجاب والمشاركة والدردشة ..الخ, وفي حالة عرض صور أو فيديو سوف يتم سحبها من رصيدك أو من باقتك.

ويمكنك إستخدام هذه الخدمة عن طريق تحميل تطبيق "Free Basics by Facebook" على هاتفك الذكي أو قم بزيارة FreeBasics.com من هاتفك الذي يعمل بشريحة SIM من شركة "إتصالات مصر", وبعدها سوف تكون قادر على تصفح جميع المواقع والخدمات سالفة الذكر بدون دفع أي رسوم على الإطلاق.