Notes

الانسان ذلك الكائن العظيم و المخلوق الجميل المتغير دائما تمر حياته بدورات و أطوار و أعمار، فمن جنين الى رضيع ثم طفل فصبى فشاب. ثم يصير رجلا يتغير شكله وتتبدل ملامحه كما يزيد طوله ووزنه لايثبت ابدا على حال وان ثبت طوله صار قزما و ان ثبت وزنه اصبح ضئيلا، و لا يتوقف عن النمو و التقدم الا اذا كان مريضا او عليلا.
فالتغير صفة للحياة و الحياة متغيره فبين ليل و نهار وشتاء وصيف وحر وبرد تسير الحياه فالشمس تشرق و تغرب و القمر من محاق الى هلال الى بدر يولد و يختفى كما يولد الانسان و يموت. حتى دقات قلبه متغايرة بين الصعود و الهبوط كمن يصعد الى قمة الجبل و يهبط الى عمق الوادى بين الصعود و الهبوط والارتفاع و الانخفاض ترسم نبضات القلب و تكتب حالته حتى اذا ثبتت على ارتفاع واحد و لم يتذبذب ذلك التذبذب الجميل كان معنى ذلك ان القلب توقف عن العمل واستعصي الانقباض و الانبساط ولا ندرى اتوقف منقبضا لم يستطيع الانبساط او سكن منبسطا لم يمكنه الانقباض.
بين القبض و البسط تسير الحياة فالارزاق بينهما تتراوح و الوقت بينهما يسير اما فراغ واما انشغال والعطاء بينهما يتردد الم ترى ان الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر.
والقوه و الصحة متغيرة بين سنين العمر فمن قوة الى ضعف واما الفكر و العلم فمن ضعف الى قوه فمن مراهقة الشباب و اندفاع ة تهور الصغر الى عقل الرشد ورشد الروح فى الكبر
وفى اداء الانسان الحياتى فى عمله ومجاله يتراوح اداوءه بين الضعف و القوة و المتميز والعادى و بين الانجاز و الاخفاق و بين النجاح و الفشل ولم نسمع عن عظيم و متميز كانت حياته كلها نجاح بل ان جل العظماء و المتميزين واجهوا اخفاقات قوية و عثرات شديدة.
بيد ان كثير من المديرين وارباب العمل ينظرون الى مرؤسيهم الى انهم كتل للنجاح المحترك و الثبات و التميز الذى لا ينقص ابدا وهم بلا شك يضعونهم فى مصاف الروبوتات والاليات او الحواسيب الخارقة التى صنعت باتقان شديد فى كوكب اليابان الشقيق.
ان هناك حتما فرقا شاسعا بين قائدا مبدعا يحفز مرؤسيه على الابداع و التميز و الاهتمام بالكيف والاتقان وبين مدير التشغيل الذى ينتمى الى الى اغلبية المديرين الذين يعتبرون ان اهم ادوراهم هى ان يكونوا أداة لاستنفاذ طاقة موظفيهم و انهاكهم واستهلاكهم استهلاكا تماما فى أعمال متتابعة.
انهم يعملون على الشخذ الدائم لمرؤسيهم والى اشعارهم انهم مقصرين دائما وقد يحقق هذا المدير نجاحا ملحوظا من ناحية التشغيل والادارة التشغيلية و لكنه حقا لن يكون قائدا مبدعا او مخططا استراتيجيا ولن ينتج ابدا ابداعا او تميزا اداريا او مهنيا ولن يحقق انجازات كبيره. بل على اكثر التوقعات تفاولا سيكون مديرا تشغيليا او رئيس عمال ناجح.
ان اقوى الربوتات والحواسيب و المحطات الفضائية يصيبها العطب او الاعطال او تدركها ازمات استنفاذ الطافة او التوقف المفاجئ عن العمل. وان التعامل مع الموظفين على انهم ماكينات و حواسيب والات هو فشل ادارى حتمى.
ان جل مدارس الجودة و التطوير فى العصر الحديث وفى المؤسسات المتقدمة لتتبنى احداث تغيرات صغيرة مستمرة بدلا من التغيرات الكبيرة و المفاجئة لان التغيرات الكبيرة المفاجئة التى لا تستمر طويلا وتنهار سريعا لانها ضدد قوانين الحياة
وان التحسين والتطوير المؤسسى ليتطلب التركيز على الافكار التى تستهدف الاداء المتميز مع تقليل الوقت و الجهد وتعمل على تجنب المشكلات وتتجنب تماما التركيز على اخفاقات اعضاء فريق العمل وتبتعد عن لوم العاملين
ان مبادئ الجودة الشامله ترفض تماما سياسات اللوم و التجريح التى توجه الانظار و العقول الى الاشخاص و تشغلهم عن الابداع و الافكار.
تاملت جمال قول المولى عز وجل "إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ" ان الله ينتظر منا الخير ويبشرنا بقبوله ومغفرته و فضله. انه يتجاوز عن اخفاقاتنا وذلاتنا اذا سلكنا طريق الصلاح و الخير، ويشجعنا دائما ان نتجاوز اخفاقاتنا، و نسمو فوق سقطاتنا حتى ان كنا ننحدر. انه يدعونا ان نتوقف عن الانحدار و نبدا فى العمل...فيامن تماديت فى السقوط و استكثرت النجاح و العمل من بعد الاخفاق و الكسل "احسن فيما بقى يغفر لك ما قد سلف"