Notes

أنّ كلّ صغيرة وكبيرة أونسمة هواء أورمشة عين أو أقلّ من ذلك أو أكبر، هي بأمر الله وتدبيره وحكمته ، وأنّ كل شئٍ خلقه الله بقدر.
استوقفتني جدّا عبارتك هذه ، فهي تحمل معانٍ عظيمة وايمان مطلق بقدر الله ، فلو تفكرنا قليلا لرأينا أنّ كل ما على الكون قاصر للقيام بذاته ، فانا أتحرك لألبي حاجة ، والهواء يتحرك ليحرك السباب ، ولكن من أين أتى هذا الهواء ، لو تفكرنا لوصلنا لحلقة مغلقة ترجع الى خالق لم يلد ولم يولد ، وكل ما على هذه البسيطة ، فتارة أفكّر بالرزق لأقول ان المال هذا مال الله فلو تتبعناه لرجع الى مصدرٍ من مصادر الطبيعة مخلوق ، سُخِّر للبشر ، وقام البشر بتحويله الى أموال لكنّ
خالقا لا بداية لوجوده خلقه وأنشئه ، وكل ذلك ينطبق على كلّ ذرة بالكون ، فلو علمنا أنّ الذرة لو عرفنا ما بداخلها لن نصل الى أصغر جزءٍ فيها
وذلك عجزنا أمام الذي خلقها ، واذا رأينا الى الطيور في السماء الزرقاء ساطعة ، الّتي ما يمسكها الا الله ، ولم يعرف العلم الى الآن دقّة آلية الطيران عند الطيور لرجع هذا الى خالق علّمها ذلك ، ولو تفكرنا في جميع كائنات اةهذه الخليقة ، لرأينا أنّ الإنسان كرّمه الله بالعقل ، لكنّ الله أودع في جميع مخلوقاته علوماً سبقت الانسان بآلاف السنين ، فننظر الى مملكة النحل والنمل فنرى الشيء العجيب ، او ننظر الى استشعار الحيوانات للزلالزل ، فنتعجب الأمر العجيب ، ان الانسان كائن صعلوك متكبر لم يؤت من العلم الا قليلة ، واحدث في الأرض الفساد وعصى الله حتى هتك ستره ، بل سبّه وشتمه ، هذا هو الانسان المتجبّر ، فلو علم أن في بعض
الحيوانات من الدهاء والفطنة ما يفوق البشرية جمعاء ، لسكت وآمن ، ولكن متجبّر مستكبر !