Notes

أي نعمة تلك يا رب الّتي وهبتني إيّاها ولا أدري لماذا أنا ، أعلى كثرة معصيتي لك أم على زلات نفسي وأخطائها ، أيا رب ما أرحمك ، والله لو قمنا ليلنا بنهارنا وصمنا الدهر كلّه ما عبدناك حقّ عبادتك ، وأيّ نعمةٍ تلك يا رب الّتي وهبتنا إيّاها من بين كلِّ البشرية ، خلقت أرواحاً كالملائكة حولنا وعهد إليك أن نحفظها وأن نجعل حفظها وطاعتها هدفاً من أهداف حياتنا الّتي لن نتنازل عنها ، أيّ روحٍ تلك يا رب الّتي زرعت فيها قلباً من نورك خلقته من نعيم الجنّة وكرّمته واصطفيّته حتّى بات من استقى من نوره لا ينطفئ أبداً بل تعود له الحياة من جديد برؤية أخرى وأهداف تناطح السحاب وأمل لا ينضب وهمّة لا تفتر ، وكلّما شعرنا بالحزن رأينا نوره يضيء عتمات طريقنا فانكشف الحزن لنا سعادة ، وظهر الابتلاء الذي ظنناه نقمة فأصبح نعمة نحمدك عليها ، يا رب فكيف جمعت جميع أصناف الحب في هذه الروح فهي أبٌ وأمٌ واخٌ وأختٌ وحبييبٌ ، وانّ هذه لمن معجزاتك فسبحان من خلق فأبدع ، وإنّ في ابداعك بخلقها أن جعلتها طاهرة. مطهّرة عفّة حييّة تخجل الملائكة منها وتعجز عن وصف حيائها وانّها باتت لعظيم منزلها عندك من أحبائك فارزقنا قربها وبرّها يا رب العالمين يا رب انك تعلم عجزنا وقصورنا نحو ارضائها ولو انفقنا ما في الارض جميعا ما وفّينا لها حقّها ، ولكنّنا نكنّ لها عظيم المحبّة والدّعاء وأصبحت كالذكر في صلاتنا ، والمحفّز الاول في حياتنا ، أي عظمةٍ تلك الّتي نالتها ، إنّ كلامنا عنها يطول ويطول ، ولا يمكن لأسطر وبضع كلمات أن تصف عظيم شأنها ، فحمداً لك يا ربّ على نعمائك