Notes

نصيحة إلى إخواني المجاهدين في بلاد الشام


كثر القيل والقال وسيّء المقال حول ما يحدث من مناكفات وتحرّشات بين الجماعات المجاهدة في بلاد الشّام ... وقد تطوّرت هذه التحرّشات فوصلت في بعض الأحايين إلى استخدام الأسلحة وإطلاق النّار بل أكثر من ذلك حيث شهدت بعض الاحتكاكات استعمال سلاح الدّوشكا في استهداف الأفراد !!!

كان على الإخوة المجاهدين في بلاد الشام أن يتّقوا الله في الدّماء وألاّ يسمحوا بأن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه من تفلّت ومن جرأة على سفك الدّم الحرام وإزهاق الأنفس الزّكيّة بغير حقّ. وعليه فإنّه يتحتّم على قيادات المجاهدين أن تتدخّل –وبقوّة- من أجل وضع حدّ لهذه التجاوزات الخطيرة التي صدرت من كلّ الأطراف تقريبا حيث لم تكد تنجو منه جماعة من الجماعات إلاّ من عصم الله وقليل ما هم. نعم لقد حان الوقت ليأخذ القادة وكلّ من بيده الحلّ والعقد الأمر بجدّية وبصرامة لأنّ السيل وكما يبدو قد بلغ الزّبى واتضح بما لا يدعو مجالا للشك أنّ هنالك اتّجاها تسيّره أياد - لم تعد خفيّة - تدفع إلى التّصعيد دفعا وتتحيّن الفرص لتحوّلها حمراء ملتهبة بين المجاهدين والذي يسعى لهذه الغاية إنّما هو أداة من الأدوات المستأجرة والمعدّة سلفا للقيام بهذه الأدوار القذرة متخفّية بزيّ الجهاد. فالله الله في جهادكم يا جند الله في الشام ... الله الله أن يؤتى المسلمون من قِبَلكم يا أبطال الأمّة وصناديدها ... لا يستفزّنّكم شياطين الإنس بمكرهم ولا يستدرجوكم بخبثهم... غلّقوا دونهم الأبواب ولا تجعلوهم يطمعون في جرّكم إلى حيث يريدون.

لقد لاحظ كلّ المتابعين للمستجدّات الطّارئة على الساحة الشاميّة سواء ميدانيّا أو إعلاميّا ظهور تكتّلات مرتبطة ارتباطا وثيقا بأنظمة لا تحبّ الخير للمسلمين ولا تنشط إلاّ في حربهم ولا تعمل إلاّ على إذلالهم، هذه القوى الإقليميّة الوظيفيّة سخّرت إمكانيّات ماليّة وعينيّة ضخمة (أسلحة وعتاد وتموين)، سيّرت معها جنبا إلى جنب جوقة من الدّعاة وطلبة العلم وحتى بعض المشائخ المرتزقة وأسندتها بقنوات العهر المأجورة وأقلام الفتنة التي لا تظهر إلاّ في مثل هذه المواعيد لتلعب دور سحرة فرعون فتنشط في قلب الحقائق ومن ثمّة تجريم أهل الحقّ وتبرئة أهل الباطل كما هي العادة.

أخيرا على القادة أن يدركوا كلّ هذه المخاطر ويحتاطوا لها بأشدّ أنواع الحيطة وليحذروا أقصى درجات الحذر وليسعوا إلى إشراك الخيّرين ممّن هم أهل للثقة والتقوى سواء من طلبة العلم أو من قيادات بعض الجماعات الأخرى التي لم تتورّط في تحالفات مشبوهة ولم يُعلم عنها إلاّ خيرا في وساطات ومساع خيّرة عساهم يسهموا في منع انفلات الأوضاع ويحولوا دون انزلاقها أو الدّفع لها نحو الأسوء "والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون".



(كتبه سيف حمزة)
ليلة الإربعاء 29-02–1435 الموافق لـ 01-01-2014