Notes

هل من عودة إلى الحق يا إياد القنيبي؟

ما يحزّ في النّفس أنّ هذا الرّجل نُصح وانتُقِد مرّات كثيرة ولكنّه أبى إلاّ أن يمضي في الطريق الذي اختاره، معرضا عن كلّ تحذير، متجاهلا لكلّ تنبيه غير آبهٍ إلى خطورة ما يجترحه لسانه ويخطّه بنانه.
القنيبي تحامل على الدولة الاسلاميّة في العراق والشّام، وشنّ عليها الحملات المغرضة، ورماها بالتّهم الباطلة، وعمل على التجييش ضدّها بأقصى قوّته، علما أنّني أختلف مع الدّولة في بعض اجتهاداتها ولكن لم يصل الخلاف ولن يصل أبدا إلى حدّ العداوة، أو التّآمر عليها مع القوى المعادية، أو السّعي لهدم مشروعها الذي هو مشروعي ومشروع الأمّة بأكملها، حتّى وإن اختلفنا في مسألة التوقيت أو الكيفيّة التي تمّت بها بعض الأمور.
إنّ دفاعي عن الدّولة الاسلاميّة، لا يعني بالضرورة موافقتها في كلّ اجتهاداتها، بل هو دفاع نابع من مبدإ نصرة الحقّ وقمع الباطل، وهذا ما حاد عنه القنيبي وانحرف، فراح ينصر أقواما مشبوهين اجتمعوا تحت راية عُمّية، بدعم مباشر من قوى إقليميّة، وبإشراف وتوجيه صهيو-صليبي غايته وأد أمل الأمّة والقضاء على حلمها في بناء دولتها الموحّدة القائمة على كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم.
إياد القنيبي لا يزال -حتّى اليوم- أسير المكابرة واتّباع الهوى، مصرّا على التّمادي في غيّه، ضاربا عرض الحائط بكل الدّلائل والبراهين، فضلا عن القرائن المتعدّدة التي تشهد على فساد رأيه وانحراف موقفه... واليوم ينشرعلى حائط صفحته، متعجّبا ومستنكرا تثمين الرّئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للجهود السعوديّة في مكافحة المتطرّفين في سوريّا !!!
فيم العجب يا إياد.. أتعجب من كلام هولاند أو من خيانة آل سلول أو من غبائك وسذاجتك؟
هلاّ أعلمتنا أيّها المتباكي على الجهاد في بلاد الشام كيف سيحارب حكّام السعوديّة "المتطرّفين" في سوريا، وإذا كان طويل العمر سيرسل بقوّاته الباسلة إلى المناطق المحرّرة لتتولّى "تطهيرها من المتطرفين" أم أنّه سيحاربهم من خلال فصائل وجماعات وتنظيمات محلّية تقوم بهذه المهمّة بالوكالة ونيابة عن حكومة جلالته ؟
أكيد أنّك تعرف الجواب، بل وتعلم علم اليقين من هي تلك الجماعات التي يعتني بها ابن سعود ويخصّص لها الاعتمادات الضخمة، ليجعل منها أحد أهمّ الرّكائز في سوريّا.
ألم تكن تعلم أنّ هؤلاء الأعراب المجرمون، والغون في الخيانة والعمالة والرّدة حتى العنق..؟ ألم تكن تدري أنّهم ما دخلوا ساحة إلاّ أفسدوها، وما وطئت أقدامهم القذرة موضعا إلاّ نجّسوه..؟ أولم يصلك نبأ تمويلهم وتسليحهم للجماعات "الجهاديّة" التي تزكّيها أنت يا إياد وتنصرها بقلمك ولسانك..؟ ففيم العجب إذن، ومن المذنب، وعلى من يقع اللّوم؟ هل يقع في رأيك على اليهود والصليبيّين الأعداء التاريخيّين للأمّة وللدّين، أم على حكّام الجزيرة المرتدّين، أم على الصّحوات السّوريّة المتنكّرة في زيّ المجاهدين، أم على من هم مثلك ممّن نافحوا عنهم وعلى مشروعهم وناصروه وزكّوه واستماتوا في الدّفاع عنه بكلّ طاقاتهم، بل عملوا على إسقاط خيرة المجاهدين بالباطل، وكلّ ذلك "كرمال" من يعود الفضل في إنشائهم وتمويلهم إلى آل سعود ؟
لقد سبق أن نبّهك الخيّرون إلى خطيئتك (وليس خطأك) ونصحوك بالحسنى فلم تنتصح، بل رحت تعيّرهم وتتّهمهم بالتّعصّب والسّطحيّة والجهل وغيرها من الأوصاف التي ثبت في الأخير أنّهم بريئون منها، بل إنّ بعضها إن لم نقل كلّها تنطبق عليك. وها أنت ترى بنفسك وتسمع لرئيس فرنسا وهو يكيل المديح للسعوديين مؤسّسي الصّحوات السّوريّة التي ستتولّى طبعا محاربة المتطرّفين .. فهل من توبة وأوبة أم أنّك ستكون ممّن قالوا سمعنا وعصينا؟

(كتبه سيف حمزة)
الثلاثاء 28-02–1435 الموافق لـ 31-12-2013