Notes

"الضوء يسير في خطوط مستقيمة دائـ.." رفعت رأسها فزعة "تباً! ما هذا الكابوس؟! لم أنته من مذاكرة الفيز..." عم الصمت المكان للحظات قبل أن تستوعب أنها ليست على سريرها الدافئ في غرفتها القرمزية.
تسراع نبض قلبها بشدة بينما بقيت صامتة لبضع دقائق، حاولت خلالها أن تتحقق من كونها لا تعيش حلماً.
بعد أن تراءت لها الحقيقة واضحة كوضوح الشمس التي لا تراها، قررت التكيّف مع الأمر مبدئياً محاولةً العثور على حل.
تأملت جدران المغارة الكلسية، وسقفها وأرضها الذين لم يخلوا من الصواعد والنوازل والتي بالكاد تمكنت من رؤيتها في ذلك المكان حالكِ الظلمة.
قررت أخيراً أ، تبحث عن مخرج آملةً أ، يكون الأمر مزحة ثقيلة أو مقلباً فريداً.
سارت بهدوء متقدمة بقدمين عاريتين حيث ترى بالكاد موطأ قدمها التي لم تزل تقشعر لنعومة ملمس الأرض.
استمرت في المسير لخمس دقائق قبل أن ترى خيطاً من أشعة الشمس الخلّابة يلج إلى المكان خلسة، واصلت المسير بهدوء بعدما منحتها أشعة الشمس بعض الأمل.
سرت قشعريرة على امتداد جسدها عندما لامست قدمها المياه التي اختبأت عن ضوء الشمس، غمرت المياه قدميها اللتين أكملتا سيرهما بينما لم تلحظ -هي- وجود أسماك صغيرة في البركة.
واصلت المسير حتى غمر الماء نصف ساقها، أضحت رجلاها تعانيان من صعوبة الحركة، خصوصاً مع نعومة قاع البركة، ولم تلبث أن طريقها في ممر المغارة الضيق حالك الظلمة، تاركة البركة خلفها.
استمرت قدماها بضرب الأرض بحثاً عن مخرج في ذلك الظلام الذي أخذ يزداد اسوداداً، وما لبثت أن لامست قدمها جداراً أمامها، بينما تسابقت قطرات العرق لتملأ جبينها "طريق مسدود!".
حاولت البحث بيديها عن مخرج في الجدار بعدما استجمعت أنفاسها، دغدغ جدار المغارة يديها بنعومته وبرودته، عثرت يداها على طريقين، شعرت بأن حظها جيّد إذ أن الطريق لم يكن مسدوداً كما تصورت سابقاً.