Notes

عرجت صفاء نحو الشاطئ بساقها الجريحة، علها تتمكن من رؤية الجزيرة.
عندما وصلت استطاعت -بعد تركيز- أن ترى مبنىً ضخماً بين الأدغال، استبشرت، رغم أنها كانت قلقة بعض الشيء، واستمرت تعرج حتى وصلت إلى المبنى الذي بدا مكوناً من ستة أو سبعة طوابق.
بدا المبنى في حالة جيدة، رغم عدم وجود أية آثار لحياة فيه.
دلفت صفاء من الباب، لتسقط فزعة بسبب رؤيتها لهياكل عظمية تملأ المكان، وكأن شبحاً حصد أرواحهم، تسمرت قدماها لفترة قبل أن تنهض بعد توسلات وجهتها لنفسها كي تنهض، مخبرة إياها بضرورة الدخول.
سارت بقدمها الجريحة تعرج، مستنكرة ومتقززة، كانت الجثث تملأ المكان بأكمله، سواء المدخل الذي بدا كصالة رياضية، وحتى باقي الأقسام.
بدا المكان كمستوطنة حضارية في أعماق الطبيعة، وصلت إلى مصعد، رغم أنها لم تعتقد ولا للحظة أنه قد يعمل، إلا أن إصابتها أعطتها أمراً بتجربته، ويا لحسن الحظ! إنه يعمل!
حدثت نفسها بسخرية "وكأنني أعلم إلى أين سأتوجّه!"، بينما سابقت أصابعها بعضها البعض على ضغط أحد أزرار المصعد، كان اختياراً عشوائياً "4"
تحرك المصعد مصدراً صوتاً مزعجاً، "لابد أنه لم يصن منذ مدة طويلة" حدثت نفسها.
وصل إلى الطابق الرابع وما إن فُتحت الأبواب حتى رأت ظلاً هارباً للظلام، "ربما كان وهماً.. لكن ماذا إذا كان حقيقة!؟" حدثت نفسها، قررت الابتعاد نحو الطابق السابع. وعاد أزيز المصعد المزعج مرة أخرى، وصلت إلى الطابق السابع، كان خالياً من الهياكل العظمية، الكثير من الأبواب عن اليمين والشمائل، قررت تجربة حظها وعرجت نحو أول باب على اليمين، أمسكت بمقبض الباب محاولةً إزاحته للأسفل، انزلق الباب نحو الداخل، ليكشف خلفه عن غرفة ذات سرير مفرد بدا في حالة جيدة، وخزانة ملابس، وحمام، وطاولة صغيرة حملت فوقها بعض الحقائب.
دخلت وأوصدت الباب من خلفها، فتحت أول حقيبة وعثرت فيها على بعض الأدوية منتهية الصلاحية، ومعقم للجروح يبدو في حالة جيدة، ورباط جروح بكمية جيدة، "جيد!" خاطبت ذاتها، فتحت الخزانة فعثرت على بعض الملابس.
قررت أن تستحم وتغير ملابسها وتطهر الجرح، قبل أن تخلد للنوم، وها هي ذي نائمة.