Notes

على حافة الهاوية (رواية) - الفصل الأول
مشى بخطوات متثاقلة , يجر قدميه الثقيلتين , وبداخله صدى صوت يقول : ستموت , لن تنجوا بفعلتك , ستلقى حتفك , لن يستمر هروبك ...
"لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا" , استيقظ من نومه فزعاً يلهث , كان استيقاظه مبكراً , فصلاة الفجر في الـ4 والنصف , وما تزال عقارب الساعة تشير إلى الثانية والنصف , اخذ منديلاً كان بجانبه ومسح وجهه ووجنتيه اللتين كانتا تتصببان عرقاً
قام من سريره ليغسل وجهه , أدار صنبور المياه , بدأت المياه تنسكب , ولكنه لم يكن يهتم , فقد كان ينظر للمرآه بفزع , بدا وجهه شاحباً , لم يعد ذلك الوجه الممتلئ الجميل , غسل وجهه ومضى إلى حاسبه المحمول , شغل الحاسب , بدأ يتصفح الصحف الالكترونية بملل , قام ليتوضأ ويصلي ما تيسر له حتى يُرفع أذان الفجر , كانت الساعة تشير إلى الرابعة , همس قائلاً : مضى الوقت بسرعه , قام وتوضأ وصلى ما تيسر له .
رُفع الاذان , همّ للذهاب للجامع مبكراً حتى يتسنى له أداء الراتبة هناك , فالجامع ليس بقريب , بالإضافة إلى أنه الجامع الوحيد في هذا الحي فقد كانت المنطقة قليلة المساجد رغم انها تصنف بانها من اكثر المناطق التي يقيم فيها المسلمون والعرب في مدينة الضباب لندن .
بعد خروجه من المسجد لقي أعز اصدقاءه أحمد فبادره بالتحية ثم همس له : تعال معي للمنزل هناك موضوع خطير أود اطلاعك عليه .
في المنزل ... تمام السادسةِ صباحاً , استأذنه أحمد صديقه بالمغادرة للذهاب للجامعة ووعده بالاتصال به لمقابلته بعد انهاءه لمحاضراته , ومضى شارد الذهن .
بعد حضوره لآخر محاضراته انتظر صديقه أحمد عند بوابة الجامعة في سيارته , خرج أحمد وركب معه سيارته , احمد : صالح , دائماً ماكنت اقول لك أن فضولك سيدخلك في المشكلات . صالح : كنت محقاً , ولكن ما العمل ؟ فالأمر خطير واعتقد اننا يجب ان نستعد لكل ما قد يحدث , أحمد : اعتقد اننا يجب ان نستعين ببعض اختراعتنا القديمة ونكملها فسوف تفيدنا كثيرنا . أبدى صالح اعجابه بفكرة صديقه احمد وودعه عند منزله وانطلق ليريح جسده المنهك .
كان صالح ذا وجه بيضاوي , وعينين واسعتين , انف صغير , وفم متوسط الحجم , شعر اسود ناعم وكثيف , ولحية خفيفة .
في تمام الساعة الثالثة عصراً , استيقظ على رنين هاتفه المزعج , فهو لم يتمكن من النوم سوى لساعتين , اخذ الهاتف وتردد قبل ان يقبل المكالمة , رفع الهاتف لإذنه وتحدث : مرحباً . رد المتصل : اهلاً صالح , أنا مالك , زميلك في الجامعة , لم احضر المحاضرة هذا اليوم , هلا ارسلت لي ما كتبته على البريد الالكتروني . حدث صالح نفسه : لم اعلم ما قال الاستاذ الجامعي . ثم اجاب : حسناً سارسله لك الان . اغلق الخط وتوجه لحاسبه المحمول , فتح البريد الالكتروني وارسل لمالك ماطلبه , ثم توجه لصندوق الوارد ليرى آخر الرسائل .. فوجئ برسالة عنوانها : "إياك ان ..." انتهى العنوان الذي كان في الواقع بداية الرسالة , فتح الرسالة في قلق , شَحُب وجهه فجأةً وشعر باختناق , فقام لشرب بعص الماء عله يُهدئ رَوعَهُ.