NotesWhat is notes.io?

Notes brand slogan

Notes - notes.io

في ليلةٍ شتويّةٍ باردةْ, كانت الرياح الخفيفة تهزّ أوراق شجر السّرو في الحديقة, الطيور تخبّئ صغارها تحت أجنحتها كي تُشعرها بالدفء, وكان الجميع منهكمين في اللعب بهواتفهم, منشغلين بلا شيء في الحقيقة, يرمق أحدهم الآخر بنظرة خاطفة بينما الآخر يصرخ بحماس لشاشة هاتفه وهو يلعب لعبة شعبيّة.
ليلة روتينية للعائلة التي بدأت إجازتها صباح اليوم, دارت بينهم حوارات كثيرة عن الأماكن المقترحة لقضاء الإجازة لكن قُوبلت جميع الأفكار بالمعارضة ما عدا فكرة زيارة دولة في القارّة المجاورة.
حزموا حقائبهم مسبقًا وبات موعد رحلتهم بالطائرة قريبًا, تبقّى 4 ساعات تقريبًا لذا من الأفضل لهم أن يستعدوا.
-بعد 3 ساعات-
المطار خالٍ إلا من عدد قليل من المسافرين إلى تلك القرية الجبلية والتي لا يرغب الناس بالسفر إليها عادةً, لكنّ حُبّ المغامرة يطغى على كل شيء.
بعد فترة كان الجميع داخل الطائرة, بدأت فقرة إرشادات السلامة ولم يُلقِ لها أحدٌ بالًا, إلا عددٌ قليل من الذين كانت هذه الرحلة هي رحلتهم الأولى, لسوء حظّهم.
أقلعت الطائرة بسلام, لكنّ الأم كانت تساورها الشكوك بخصوص هذه الرحلة, رفضتها مسبقًا لكن استسلمت لنظرات ولديها المتحمسة ولم تُرد إفساد حماسهم.
عندما كانت الطائرة في كبد السماء, نام نصف المسافرين لأن الرحلة ستسغرق 6 ساعات وهم الآن في منتصف الليل.
عمّ الهدوء الطائرة, لكنّ سليمان وأخاه الأصغر لم يستطيعا النوم أبدًا وذلك لشدّة حماسهما للوصول, لم يناما رغم كل ما قالته والدتهما التي لم يغمض لها جفن, رغم ذلك كانت هي أول من نام.
بعد مضيّ بعض الوقت, كان الأخوان يتناقشان بحماس بينما يأكلان البسكويت المفضل لهما -والموجود دائمًا في جيوبهما- عن مغامرتهما الأولى, أتكون في الغابة المحيطة بالقرية ؟ أو باستكشاف القرية نفسها ؟ وبينما هما يومئان لبعضهما بالاتّفاق على أحد الخيارات, فجأة أُضيئت الطائرة باللون الأحمر, دبّ الهلع في قلوب الجميع الذين استيقظوا على صرخات الأطفال الخائفة.
كان طاقم الطائرة يركض في كل مكان ويحاول طمأنة الجميع رغم أنّ أفراد الطاقم نفسهم كانوا خائفين!
بدت الطائرة وكأنها تمرّ بمطبات هوائية, لكن الأمر كان أعظم من هذا.
قام كابتن الطائرة بالتحدّث بصوتٍ عال "اهدؤوا جميعًا, أودّ إخباركم بحدوثِ عطلٍ مفاجئ سبّب تعطّل المحرك الرئيسي, نحاول الآن السيطرة على الطائرة, لكن لأكون صريحًا معكم فهذا شبه مستحيل, نوشك على الهبوط إضطراريًا على البحر, نرجو منكم البدء في تطبيق إرشادات السلامــ..." اصطدم رأسه بالحائط ولم يُكمل جملته. هرعت المضيفات إليه يحاولن نجدته بينما سالت الدماء من رأسه, فزع الجميع بلا استثناء هذه المرة, لأن الطائرة بدأت تنحدر للأسفل ولا أحد مستعدٌ لإرشادهم, وضعت إحدى المضيفات اللاتي يدّعين الشجاعة نفسها في منصب القائد ولكن لم يسمعها إلا القلّة.
هلعت الأم تمامًا ولم تعد تستطيع الحراك وتمتمت "عرفت ذلك .. عرفت ذلك!"
كان الجميع يصرخون مرعوبين, أما سليمانَ ومصعب فقد سمعا بحرصٍ صوت المضيفة التي حاولت مساعدتهما في لبس سترة النجاة. بعد أن عرفا الطريقة للبس السّترة ركضا لوالدتهما التي كانت بحالة سيئة, ألبساها السترة سريعًا وهبّا للمساعدة في إلباس الأطفال أولًا ثم النساء.
دوّت أصوات صفّارات الإنذار وبدأت الأنوار تومض بالخطر, ثم بدأت الطائرة تهتز بشدة .. صرخ من استطاع الصراخ ولم يصرخ من تجمدت أجسادهم من الخوف .. اقتربت الطائرة من سطح البحر ثم .. صوت ارتطام!
كانت مسألة وقت فقط حتى تصبح الطائرة في القاع, لذا تدارك الأخوان الوضع وركضا لمقدمة الطائرة وهما يُحاولان إخراج أمهما التي لم تساعدهما البتّة, اقتربا من المخرج .. المياه قد وصلت لركبتيهما, كان بعض من أفراد الطاقم خارج الطائرة يُمرّرون المسافرين للخارج الواحد تلو الآخر, أركبا أمهما في القارب على عجَل, وفي تلك اللحظة عندما مد سليمان يده لأحد أفراد الطاقم, صرخ أخوه "لقد علقت قدمي!" هبّ لمساعدته مباشرة ولكن عندما انتهى من قطع القماش العالق كان الماء قد غطى مستوى الرقبة تقريبًا, حاولا الخروج بسرعة ولكن .. أصبحت الطائرة مغطّاة بالماء فعلًا.
أمسكا بيديّ بعضهما وحاولا الوصول للسطح لكنه كان بعيدًا, بدأ ذلك الشعور بالحرقة في صدريهما وهما يحاولان السباحة بسرعة, شعرا بالأسماك وهي تدغدغ رجليهما وحاولا التقدم لكن ... قد مرّت دقيقة كاملة وهما تحت الماء. فقد مصعب الصغير وعيه بينما جرّه أخوه خارجًا, لكن عندما استطاع التنفس مرة أخرى كان الجميع على بعد 500 متر تقريبًا, كان الأمر مستحيلًا أن يستطيعا الوصول هناك, شعرا باليأس وفكّرا " هل هي النهاية؟" منعتهما سترتا النجاة من الغوص داخل الماء, لذا كانا يطفوان بدون أن يستطيعا فعل شيء, شاهدا الأضواء تبتعد .. وتبتعد.
برودة الماء منعتهما من الإحساس بأطرافهما السفلى, أوشك الفجر على البزوغ وهما ما زالا مستيقظين وممسكين بيدي بعضهما البعض.
طلع ضوء الشمس, أنهكهما الجوع والنعاس والبرودة القارسة, هذه المرة بدأ سليمان يهذي بكلمات غير مفهومة, حاول مصعب جذب انتباه أخيه ولكن لا فائدة, فلقد فقد وعيه.
في تلك اللحظة نظر مصعب خلفه ورأى شيئًا يبدو وكأنه جزء من شيء خشبي, فرح كثيرًا واقترب منه ووضع جسد أخيه البارد عليه وبدأ في التحدث إليه بصوت عالٍ قائلًا "افتح عينيك, هناك يابسة!" كان يكذب عندما قالها ولكن بالفعل, كانت اليابسة خلفهما !
جدّف بكل ما أوتي من قوة, استخدم أي شيء ظنّ أن بوسعه المساعدة, وها قد اقتربا من اليابسة ولكن .. كانت أرضًا جرداء تمامًا !

شعرا باليأس يخنقهما، اقتربا ببطء مشدوهين ذهولًا من المنظر الغريب، كانت اليابسة عبارة عن أحجار كبيرة بأشكال منتظمة مكوّمة الواحدة فوق الأخرى، وكأنها عمل فنّي قديم من الحضارات الإغريقية. عندما اقتربا كثيرًا ترك مصعب الخشب في الماء وصعد على الأحجار، ساد الصمت إلا من صوت الرياح بين الأحجار الكبيرة والمجوّفة. صمت مصعب مشدوهًا بينما كان سليمان يصعد لينظر للمكان، رأى أخاه شاحب الوجه من غرابة المنظر وإلى ما سيؤول إليه أمرهما.
لم ينطقا بشيء لفترة، وبعد مضي لحظات طويلة قال سليمان متنهدًا : "والآن يا مصعب، ما العمل ؟"
قال مصعب مبتسمًا بسخرية : "وماذا عساي أقول؟"
-"كانت ليلة طويلة، لا أستطيع استيعاب ما حدث".
-"ما رأيك بأن نبدأ في استكشاف المكان ؟ هل تستطيع السير ؟ قد تكون هذه مغامرة بديلة لما خطّطناه! "
وقفا ثم مشيا على أطراف اليابسة لكي لا يُضيعا الطريق، مشيا لمدة ساعتين تقريبًا قبل أن يُنهكهما العطش. جلسا لبرهة، ثم قال سليمان: "حسنًا، بعد أن نجلس قليلًا، ما رأيك بأن نتوغّل في هذه الأحجار ؟ لا يوجد شيء على الساحل كما ترى".
-"لا أعتقد بأن هناك خيارًا آخر".
بعد جلوسهما لعدة دقائق، شرعا بالمسير داخل هذه الأرض الغريبة، فهي أكبر من أن تكون جزيرة، تسلقا بعض الصخور واستطاعا القفز على بعضها، كانت الارتفاعات تختلف، قرّرا أن يعتليا أعلى بقعة في المنطقة، وبالفعل تسلقا أطول صخرة بينما كانت أشعة الشمس حارقة، وعند وصولهما للقمة نظرا إلى الأسفل، ويا للخيبة فلم يكُن هناك ما يدل على الحياة، الصخور ملأت المكان وعلى مدّ البصر، لم يكن هناك نهاية لهذه الأرض العجيبة!
جلسا على الصخرة المكعّبة الشكل وأقدامهما تتدلّى في الهواء، بينما فكّرا بما قد يستطيعا فعله.
بعد التأمل لبرهة في هذه الأشكال العشوائية، نظر سليمان بتأمل وانتبه لشيء لم ينتبه له سابقًا .. كانت هذه الأحجار كاللغز!
وقف على قدميه ناظرًا بحماس لهذا المكان ولم يأبه لمصعب وهو يحاول التحدّث معه، صاح : "من هذا الطريق! "
نزل سليمان بأسرع ما يُمكنه ولحقه مصعب راكضًا، تبعه وهو ينظر للأحجار بتركيز ثم يأخذ منعطفات بناءً على ما استنتجه، عندما توقّف سليمان كان مصعب خلفه جاثيًا وهو يلهث، نظر له سليمان مبتسمًا :"وها قد وصلنا!"
كان أمامهما ما يُشبه الجدار والكثير من الأحجار الصغيرة في مكانٍ ما بجانبه.
كان هنالك مكعبات حجرية وأماكن فارغة بنفس أحجامها على الجدار، بدأت مهمة إدخال الأحجار في الفجوات المناسبة، وبعد لحظات بدأ الجدار بالتحرّك مُظهرًا خلفه مغارة كبيرة. عندما نظرا إلى الداخل كان هناك ما يُشبه البركة، تذوّق مصعب الماء فوجده عذبًا، نظر لسليمان شاكرًا له ثم شربا حتى الارتواء.
     
 
what is notes.io
 

Notes.io is a web-based application for taking notes. You can take your notes and share with others people. If you like taking long notes, notes.io is designed for you. To date, over 8,000,000,000 notes created and continuing...

With notes.io;

  • * You can take a note from anywhere and any device with internet connection.
  • * You can share the notes in social platforms (YouTube, Facebook, Twitter, instagram etc.).
  • * You can quickly share your contents without website, blog and e-mail.
  • * You don't need to create any Account to share a note. As you wish you can use quick, easy and best shortened notes with sms, websites, e-mail, or messaging services (WhatsApp, iMessage, Telegram, Signal).
  • * Notes.io has fabulous infrastructure design for a short link and allows you to share the note as an easy and understandable link.

Fast: Notes.io is built for speed and performance. You can take a notes quickly and browse your archive.

Easy: Notes.io doesn’t require installation. Just write and share note!

Short: Notes.io’s url just 8 character. You’ll get shorten link of your note when you want to share. (Ex: notes.io/q )

Free: Notes.io works for 12 years and has been free since the day it was started.


You immediately create your first note and start sharing with the ones you wish. If you want to contact us, you can use the following communication channels;


Email: [email protected]

Twitter: http://twitter.com/notesio

Instagram: http://instagram.com/notes.io

Facebook: http://facebook.com/notesio



Regards;
Notes.io Team

     
 
Shortened Note Link
 
 
Looding Image
 
     
 
Long File
 
 

For written notes was greater than 18KB Unable to shorten.

To be smaller than 18KB, please organize your notes, or sign in.