NotesWhat is notes.io?

Notes brand slogan

Notes - notes.io

إنّ العاقلُ الحصيفُ من يُخالِطُ الأفاضِل، ويُعاشِر الأماثِل، لا يُصافِي غريبًا حتى يسبُر أحوالَه، ولا يُؤاخِي مستورًا حتى يكشِف أفعالَه؛ لأن المرء موسومٌ بسِيماءِ من قارَب، موصوفٌ بأفعالِ من صاحَب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الرجلُ على دين خليلِه، فلينظُر أحدُكم من يُخالِل»؛ أخرجه أبو داود والترمذي.
والمعنى: فليتأمَّل وليتدبَّر أحدُكم من يُخالِط؛ فإن رضِيَ دينَه وخُلُقَه صاحَبَه، وإلا صارمَه وبايَنَه، فإن الطباعَ تُعدِي، وصُحبةَ السُّوء تُغوِي.
يقول القرافي: “ما كلُّ أحدٍ يستحقُّ أن يُعاشَر وًيُحَبّ ويُسارَر”.
عاشِر أخا الدِّين كي تحظَى بصُحبَتهِ
فالطبعُ مُكتسَبٌ من كل مصحوبِ
كالرِّيحِ آخِذةٌ ما تمرُّ به
نتنًى من النَّتنِ أو طيبًا من الطِّيبِ
ولا تجلِس إلى أهل الدنايا
فإن خلائِقَ السُّفهاء تُعدِي
وصاحِب خيارَ الناس تنجُو مُسلَّمًا
وصاحِب شِرارَ الناس يومًا فتندَمَا
قال أبو حاتم: “ومن يصحَب صاحبَ السوء لا يسلَم، كما أن من يدخل مداخِل السوء يُتَّهَم”.
وقال أعرابيٌّ: “مُخالطةُ الأنذال والسِّفلة تحُطُّ الهيبة، وتضع المنزِلة، وتكِلُّ اللسان، وتُزرِي الإنسان”.
وقال شريكُ بن عبد الله: “كان يُقال: لا تُسافر مع فاسِقٍ؛ فإنه يبيعُك بأكلةٍ وشربةٍ”.
ووعظَ الخطَّابُ بن المُعلَّى ابنَه فقال: “إياك وإخوانَ السوء؛ فإنهم يخونون من رافقَهم، ويُحزِنون من صادقَهم، وقُربُهم أعدَى من الجرَب، ورفضُهم من استِكمال الأدب”.
وقيل: “الجليسُ الصالِح كالسِّراج اللائِح، والجليسُ الطالِح كالجرَب الجائِح”.
وعن أبي موسى الأشعريِّ – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إنما مثلُ الجليس الصالِح وجليس السوء كحامِل المِسك ونافِخ الكِير؛ فحامِلُ المِسك إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجِد منه رِيحًا طيبة، ونافِخُ الكِير إما أن يُحرِق ثيابَك، وإما أن تجِد منه ريحًا مُنتِنة»؛ متفق عليه.
فزايِل أهلَ الرِّيَب، وانأَ عن أهل الفسوق، وصارِم أهل الفجور، وأعرِض عن أهل السَّفَه والتفريط؛ فكم جلبَت خِلطتُهم من نقمة، ورفعَت من نعمة، وأحلَّت من رزِيَّة، وأوقعَت في بليَّة، (وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا) [النساء: 38].
ومن يكُن الغرابُ به دليلاً ... يمُرُّ به على جِيَفِ الكلابِ.
طلبَ رجلٌ من أعمَى أن يقودَه، فقال له:
أعمَى يقودُ بصيرًا لا أبا لكُمُ
قد ضلَّ من كانت العُميان تهدِيه
ومن قادَه أهلُ الزَّيغ والفِسق والعمَى عضَّ على يديه تحسُّرًا وتأسُّفًا وتندُّمًا، (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) [الفرقان: 27- 29].
فيا فوزَ من وعَى، ويا سعادة من إلى ربِّه سعَى!
اتقوا الله وراقِبُوه، وأطيعُوه ولا تعصُوه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
نِعم الذخيرة والحُلَّة عقيلة الصُّحبة والخُلَّة.
لعمرُك ما مالُ الفتى بذخيرةٍ***ولكنَّ إخوانَ الثقاتِ الذخائِرُ
قيل لابن السمَّاك: أيُّ الإخوان أحقُّ ببقاء المودَّة؟ قال: “الوافِرُ دينُه، الوافِي عقلُه، الذي لا يملَّك على القُرب، ولا ينساكَ على البُعد، إن دنوتَ منه أدناك، وإن بعُدتَ عنه راعاك، وإن استعضضتَه عضَضَك، وإن احتجتَ إليه رفدَك”.
وقال علقمةُ بن لَبيدٍ في وصيَّته لابنه: “يا بُنيَّ! إن نزعَتك إلى صُحبة الرجال حاجة، فاصحَب من إذا صحِبتَه زانَك، وإن خدمتَه صانَك، وإن أصابَتك خصاصةٌ أعانَك، وإن رأى منك حسنةً عدَّها، وإن بدَت منك ثُلمةٌ سدَّها”.
وخيرُ الجُلساء والأخلاَّء: من تُذكِّرُ بالله رؤيتُه، وتنفعُ في الحياة حكمتُه، وتُعين على الطاعةِ نصيحتُه وسيرتُه، (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28].
وتذكَّروا قولَ المولى العظيم في كتابه المُبين: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67].
وصدق الشافعي حين قال:
إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي
ألذُ وأشهى من غويَّ أعاشرهُ
وأجلسَ وحدي للعبادة آمناً
أقرُّ لعيشي من جليسِ أحاذره

فانظر في صحبتك يا رعاك الله، إلى أين تقودك !

     
 
what is notes.io
 

Notes.io is a web-based application for taking notes. You can take your notes and share with others people. If you like taking long notes, notes.io is designed for you. To date, over 8,000,000,000 notes created and continuing...

With notes.io;

  • * You can take a note from anywhere and any device with internet connection.
  • * You can share the notes in social platforms (YouTube, Facebook, Twitter, instagram etc.).
  • * You can quickly share your contents without website, blog and e-mail.
  • * You don't need to create any Account to share a note. As you wish you can use quick, easy and best shortened notes with sms, websites, e-mail, or messaging services (WhatsApp, iMessage, Telegram, Signal).
  • * Notes.io has fabulous infrastructure design for a short link and allows you to share the note as an easy and understandable link.

Fast: Notes.io is built for speed and performance. You can take a notes quickly and browse your archive.

Easy: Notes.io doesn’t require installation. Just write and share note!

Short: Notes.io’s url just 8 character. You’ll get shorten link of your note when you want to share. (Ex: notes.io/q )

Free: Notes.io works for 12 years and has been free since the day it was started.


You immediately create your first note and start sharing with the ones you wish. If you want to contact us, you can use the following communication channels;


Email: [email protected]

Twitter: http://twitter.com/notesio

Instagram: http://instagram.com/notes.io

Facebook: http://facebook.com/notesio



Regards;
Notes.io Team

     
 
Shortened Note Link
 
 
Looding Image
 
     
 
Long File
 
 

For written notes was greater than 18KB Unable to shorten.

To be smaller than 18KB, please organize your notes, or sign in.