Notes

لم يكتفي نبي الله صلى الله عليه وسلم بأن يخرج بطنه إعتذار من لكزته لصاحبه يختص منه بل قال اللهم أيما مؤمن سببته فإجعل ذلك له طهورا، أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يعتذر عن عزله لخالد بن الوليد، ومن قبلهم قال أخوة يوسف(يا أبانا إستغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) الإعتذار ثقافة عالمية، جميلة هي الإعتذارات وقاسية عندما تنكأ ذات الجرح وتعيد ذات الخطأ، مع مرور السنوات أدركت أن الإعتذار لايسقط الهيبة فكما نجد في تاريخ الشعوب ، امبراطور اليبابان، كلينتون ونيكسون جميعهم اعتذروا لشعوبهم ، الإعتذار لم يكن يوماً ضعفاً بل أجمل الإعتذارات ماكان في موطن قوه، أن تعتذر لإبنك، لزوجتك،لتلميذك، وكذلك لنفسك .
الطريق الصحيح لتصحيح العلاقات الإجتماعيه هو الإعتذار ، فإذا ماحصل و أخطأت بادر بالإعتذار مباشره لتستدرك وتتجاوز العواقب التي قد يتسبب بها الإعتذار او عدمه وهو الأسوأ ، ولكن السؤال لماذا تغيب هذه الثقافه عن مجتمعنا ؟ اي ثقافه الإعتذار ، رعم نبل هذه العاده وبساطتها وأثرها على المجتمع ، لماذا لانملك شجاعه الإعتذار عما قمنا به (نحن) من خطأ ؟ لماذا لايراجع الشخص نفسه او يشاورها فهذا أمر حميد ، وهو بلا شك دليل قاطع على رجاحه التفكير و إتزانه وكذلك دليل على شجاعتنا تجاه الموقف الذي قمنا به ، يجب أن نعود أنفسنا على أن نعتذر عن أخطائنا و ايضاً أن نكون نحن المبادرين في تقديم الإعتذار وتقديم التعويض اياً كان معنوياً أم مادياً ، وهكذا نكون قد تحملتا مسؤولياتنا عن تصرفاتنا وكذلك إتخذنا طريق لترتاح أنفسنا دون تأنيب الضمير ، لذا يجب علينا أن نبث ثقافه التسامح بين ابنائنا ، نخبرهم كيف يكون الإعتذار عن أخطائهم بأنفسهم ، وأن نريهم بأنفسنا كيف نعتذر منهم و من الأخرين .
آسفه لك يارب عن كل موقف وجدتني فيه أتستر عن عبادك وأغفوا عن عينيك التي لا يفوتها شئ وإن دق ، آسفه لك أمي و إن ظليت طول العمر متأخره عن الكمال الذي اردته لي ، آسفه للفتاه التي دفعتها دون عمد في ممرات الجامعه وقابلت آسفي بإبتسامه ، آسفه للشخص الذي صدقت ما يقال عنه وأدركت بعدها أن الأقوال أحياناً تأتي عاريه ، آسفه لإستاذتي التي علمتني الحرف الأول فكبرت دون أن اقول لها شكراً ، آسفه لتأخري عن الإعتذار و أن آتي متأخره خير من أن احمل أخطائي ثقيله في قلبي ، ومره أخرى آسفه لك يارب .









لقد شرع الإسلام عدة تشريعات؛ هي في حقيقتها اعتذارات، ليغرس بذلك في نفس المسلم خلق وثقافة الاعتذار، فالعبادات­ مثلا­ نجد فيها أموراً من هذا الباب، فإذا صلى المسلم في صلاته، وسها فيها لانشغاله بعرض من أعراض الدنيا ألهاه، وفقد خشوعه وتركيزه في الصلاة بين يدي ربه، فنسي ركوعا، أو سجودا، أو ما يكون من شأن الإنسان من نسيان في الصلاة، سَنَّ الإسلام علاجا لهذا الخلل والخطأ، فشرع (سجود السهو)، وهو اعتذار لله عز وجل من المسلم الذي بدر منه تقصير بنسيان، بزيادة أو نقص، أو تقديم أو تأخير.