NotesWhat is notes.io?

Notes brand slogan

Notes - notes.io

*وسنكون أمام مئات آلالاف من رهف*

غرد بها: عبدالعزيز قاسم
اعلامي وكاتب صحفي

https://twitter.com/azizkasem/status/1085109199628091393?s=19


1)الابنة رهف القنون -ردّها الله له وهداها- هي حديث المجتمع السعودي اليوم. بكل توجّعٍ؛ يتحدث الناس في مجالسهم عما فعلته، وبرأيي أنها فتحت الطريق لآلاف من فتياتنا ممن هنّ في وضعها ومرحلتها العمرية، وسنشهد خلال المرحلة المقبلة "رهوف" عديدة، ما لم يغيّر المجتمع الآباء والمعلمون والدعاة طرائق التربية ويتواكبون والمرحلة.

2)إن أردنا معالجة موضوع رهف ومثيلاتها؛ يجب أن نعترف بأننا لسنا مجتمعاً ملائكياً، وأنّ تحت الطابق ما تحته، وككل مجتمع محافظ في العالم، يتعرّض للتفكّك بسبب وسائل الميديا والاتصالات العديدة، التي تصوغ عقول الأجيال الجديدة أكثر من واعظ الجمعة أو معلم المدرسة أو الوالدين في البيت.

3)من يريد أن يعرف عما أتحدث، ليذهب لدور الإيواء، أو مراكز الشُرط، أو المحاكم، ويستمع لآلاف آلاف الشكاوى العائلية، والعنف الأسري، وهروب الفتيات، والعقوق، وكثيراً من الأدواء والبلاء الذي لم يكن يعرفه المجتمع السعودي قبل عشرين عاماً مثلا. الاعتراف بالمشكلة أول الحل.

4) هذي ضرائب حتمية للانفتاح القسري لكل المجتمعات المحافظة في العالم. لم يعد بوسع أحد إيقاف هذا الانفتاح، لأن هذا سيلٌ جارفٌ لا يستطيع أحد الوقوف أمامه. في مقابله أيضا؛ لا يمكن لنا الانعزال عن العالم بحالٍ من الأحوال، وإلا لبات المجتمع السعودي خارج الكون والتاريخ والحياة، وهذا مستحيلٌ طبعا.

5) طرائق التربية التي كنا عليها مثلا، ليس قبل 50 أو حتى 20 عاماً، بل ولا عشر سنوات أزعم؛ لم تعد صالحة أبداً تجاه هذا الجيل، خصوصاً الفتيات، اللواتي يتلقفن في جوالاتهن مئات الاستفهامات حول وضعهن. ولماذا عليهن الرضوخ لهذه الهيمنة الذكورية على حياتهن، ولماذا عليهن هذا التضييق وهن يرين الفتيات، ليس في العالم الغربي، بل في المجتمعات العربية والخليجية القريبة، يتمتعن بحقوق لا يتوافرن على نصفهن كسعوديات.

6) بالأمس، أحد المشايخ، وابنته في الجامعة تخصص عقيدة، وتسأله: لماذا يفرض علينا الحجاب، ولا يفرض عليكم؟. تصوروا هذا السؤال القنبلة ومن دارسة في تخصص شرعي. وهناك عشرات الأسئلة الحرجة؛ تتلقفها بناتنا من مراكز متخصصة من الخارج تستهدفهن، أو بسبب نتاج وضعهن الأسري المؤسف، وهن اللواتي لم يعدن في بيئة مغلقة، بل مشرعة أمامهن كل العالم المفتوح للتواصل.

7) طرائق التربية التي يتبعها المجتمع حيالهن، أزعم أنها لم تعد صالحة أبدا. نَهرُ الأب والأم لهن لإسكاتهن وتعنيفهن الدائم، التوجيه الديني الصارم من قبل الدعاة لم يعد يقنعهن، المعلمات في المدارس وعدم تأهليهن التأهيل الكافي للإجابة على الأسئلة الكبيرة حول وضعهن، ما يزيد الأمر تعقيدا أمامهن. كل ذلك يجب أن يتغير، والتغيّر يبدأ منا قبلهن.

8)لا بدّ للآباء من مواكبة المرحلة التي يمرّ بها بناتهن، ووسائل القمع والإسكات والتعنيف لم تعد تجدي غالباً، بل لا بدّ من احتوائهن، والاستماع لأفكارهن وأسئلتهن مهما كانت حرجة ومؤلمة وغير متوقعة، لا بدّ للآباء من الاستعانة بمتخصصي علم الاجتماع، والأخذ بإرشاداتهم في تربية واحتواء الجيل الجديد.

9)نأتي على القضية الأخطر؛ الإلحاد الذي بدأ يتفشى في هذا الجيل.
وَضْعُ رؤوسنا في الرمال، والجزم أننا بخير؛ لم يعد نافعاً.
اسألوا بعض الدعاة الذين تصدّوا لهذا الموضوع؛ يخبرونكم عن ظاهرة بدأت تتشكّل من سنوات في أجيالنا، ولن أتفاجأ أبدا بظهور آلاف من الملحدين السعوديين بشكل علني قريباً والجهر بذلك.

10) هل تعلمون سبب إلحادهم؟
يخبرني أكاديمي صديق من الدعاة المتخصصين في هذه القضية، بأن الفتيات السعوديات يُلحدن بشكل أكبر للأسف من الشباب، والسبب الأول الذي أخذ النسبة الكبرى كان التعنيف الأسري والوضع الأسري المؤسف للبنت أو حتى الابن، ممن تعرضوا لحوادث خاصة بهم، وأنه هو السبب في نزوعهم للإلحاد، ليس كفرا بالله ، بل عناداً وموقفاً في من تسبّب بالأذى له.

11) يجزم صديقي أن أكثر من 70% ممن ألحدوا من أبنائنا بسبب مشاكل نفسية أو عائلية أو شخصية تعرضوا لها، وليس بسبب أسئلة الوجود وبدء الكون والخلق والإله التي عادة تكون سبب الإلحاد عبر التاريخ. صديقي المتخصص يقول بأن نسبة هاته الأسئلة الوجودية لا تتجاوز 10%. بينما ال20% الباقية من أسباب الإلحاد بسبب الرهافة الإنسانية، عندما يروا الحروب والدماء والعنف والتشريد والحروق والمآسي الانسانية، وكيف يرضى الله الرحيم بذلك؟

12) طالبت معالي الشيخ صالح آل الشيخ إبّان وزارته للشؤون الإسلامية بإنشاء مراكز متخصصة للإجابة عن أسئلة التشكيك في الخالق، وفتح خطوط هاتفية ساخنة وخاصة ليتحاوروا بمن التاث بهذا الفكر، ودحض شبهات الملحدين الذين ينثرونها ليل نهار على أجيالنا، والتركيز على أنها قضية قادمة لا بد من التصدي لها، وضرورة معالجة الداء الإلحادي بشكل علمي بالاستعانة بعلماء نفس واجتماع وفكر، وليس فقط بدعاة وعلماء شرع.

13) ها أنا أكرر هذا الرجاء لمعالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ بعقد ورش عمل للمتخصصين، وليس المشايخ والدعاة فقط، لكيفية التصدي العلمي والفكري لظاهرة الإلحاد، إذ ما زال كثير من الدعاة يكررون عليهم الآيات والأحاديث، وهم أصلا لا يعترفون بذلك، هم يريدون رداَ علمياً واقناعاً مادياً حول الخالق وبدء الكون، وضرورة الاستعانة بالمناظرات التي جرت في الغرب بين أتباع الديانات السماوية والملاحدة، إذ سبق أولئك في هذا الشأن بشكل علمي مميز.

13) أيضا أتوجه لمعالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الراجحي بإنشاء مراكز اجتماعية أو خط هاتفي ساخن لمساعدة الآباء على طلب المشورة في كيفية حلّ مشاكلهم وبناتهن وأبنائهن؛ لأن الطريقة التي تربينا -كآباء- ونريد تكرارها مع أبنائنا غير مجدية ألبتة، وهي السبب في هذا العقوق والهروب والإلحاد، والآباء اليوم بحاجة لمساندة ومساعدة، إذ لا أغلى من الأبناء، ويقدم الأب روحه في مقابل صلاحهم ونفعهم.

14) هناك المعلمون، والمرشدون والمرشدات للطلبة بالخصوص، من الضروري تأهليهم، عبر دورات مكثفة، فهم البداية لوأد المشكلة الفكرية أو السلوك الانحرافي، وعلى وزارة التعليم إيلاء هذا الأمر اهتمامها، إذا أغلى ما نملك فلذات الأكباد هؤلاء، ويتقطع القلب ويتمزق إن رأيناهم يتضررون، فكيف إن وصلوا مرحلة الإلحاد.
الابنة رهف في مرحلة عمرية حساسة، فعلت فعلها من واقع نزوعها النفسي او العائلي، وهاته المرحلة مررنا بها، وإن تجاوز بناتنا تلك المرحلة، فسيهدأن كثيرا، والمهم احتواؤهن والاستماع لهن وأسئلتهن، والحال مع الأبناء كذلك.

15) إن لم نتعاضد جميعا، ونتواكب والمرحلة، ونغيّر طرائق تربيتنا كآباء، ودعاة، ومعلمين، وإن لم تقم الوزرات المعنية بأدوارهم الواجب عليهم؛ سيجد المجتمع السعودي نفسه أمام مئات الآلاف من رهف، التي علقت الجرس اليوم بشكل مدوّ، وتلقفها العالم الغربي، وباتت أمثولة أمام بعض بناتنا المعنفات.
صيحةُ محبٍّ ونذير أبثها للمجتمع ولأولئك الآباء المكلومين من عقوق أبنائهم وبناتهن.

16) آتي بعد ذلك لموقف الدول الغربية وكندا بالخصوص.
كان البعض يسألني إبان قطع العلاقات معها، لماذا فعلت القيادة السعودية ذلك، وأتمنى أن تكون الإجابة اليوم حاضرة، بفعلها المنافق هذا مع رهف، وسعادة وزيرة الخارجية ورئيس الوزراء الكندي، وتركهم ملايين المشردات والمضطهدات والمنكوبات في العالم، ليشمتوا بنا، ويظهروننا أننا دولة قمعية، ومجتمع متسلط.
ثمة معلومات تخفى، لا نتوافر عليها، بل هي عند قيادتنا الرشيدة التي لا تتخذ موقفا إلا بعد أدلة وبراهين.. هذا درس كبير لمن يشكك في مواقف قيادتنا.

17) نفس الدرس للذين كانوا مندهشين من موقف ولاتنا من قطر.
عندما ظهرت الحقائق، وما كانت تنويه هذه الدويلة وجزيرتها وقنواتها الأجيرة وكتبتها الذين يجدفون ضد ولاة أمرنا، ويدعمون المعارضين المأفونين؛ أدركنا السبب، وعرفنا الأسباب الوجيهة التي دعت قيادتنا لاتخاذ ذلك القرار.

18)برأيي أن حلم قيادتنا أيضا تجاه تركيا يقترب من النفاذ.
أردوغان واستخباراته وإعلامه ما يزالون في غيّهم باللعب بقضية زميلنا جمال خاشقجي يرحمه الله.
موقفهم قميء وابتزازي واستغلالي لأبعد حدّ..يتمظهرون أنهم ينتصرون لحقوق الانسان، ولصديقنا الراحل يرحمه الله، وما يقومون به هو تكسّب بشع، واستغلال قذر للأسف الشديد.
وإن كان حلم مليكنا وولي عهده طويلا؛ إلا أن غضبتهما ستكون قاسية، ولعل أردوغان يعود للتاريخ ويقرأ، ويرعوي ويعود لرشده.

19) موضوع الابنة رهف، وأسال الله أن يعيدها لرشدها، وتفيق من سكرتها؛ أظهرت لنا كم نحن مستهدفون هنا كوطن وقيادة ومجتمع، اجتمع معظم العالم على محاولة تفكيكه، وتفجيره من الداخل!!
وإلا، ألا يوجد في العالم سوى فتاة مراهقة، ليقوم الإعلام العالمي بتسليط الضوء عليها بهذا الشكل؟!

20-20) خاتمة التغريدات:

* على الآباء التكيف والمرحلة، وتغيير طرائق التربية مع الجيل الجديد، والاستعانة بمتخصصين يساعدونهم.

* على الوزارت المعنية التصدي لظاهرة التعنيف الأسري والعقوق والإلحاد وجعله أولوية لوزاراتهم.

* الادراك أننا مستهدفون من العالم، لتقسيمنا وتفككينا، ما يحتم علينا التلاحم وقيادتنا، والوقوف خلفها، سواء فهمنا الأسباب حينها أو لم نفهم، فالأحداث أثبتت أن دولتنا لا تتخذ موقفا إلا بأسباب وجيهة.
     
 
what is notes.io
 

Notes.io is a web-based application for taking notes. You can take your notes and share with others people. If you like taking long notes, notes.io is designed for you. To date, over 8,000,000,000 notes created and continuing...

With notes.io;

  • * You can take a note from anywhere and any device with internet connection.
  • * You can share the notes in social platforms (YouTube, Facebook, Twitter, instagram etc.).
  • * You can quickly share your contents without website, blog and e-mail.
  • * You don't need to create any Account to share a note. As you wish you can use quick, easy and best shortened notes with sms, websites, e-mail, or messaging services (WhatsApp, iMessage, Telegram, Signal).
  • * Notes.io has fabulous infrastructure design for a short link and allows you to share the note as an easy and understandable link.

Fast: Notes.io is built for speed and performance. You can take a notes quickly and browse your archive.

Easy: Notes.io doesn’t require installation. Just write and share note!

Short: Notes.io’s url just 8 character. You’ll get shorten link of your note when you want to share. (Ex: notes.io/q )

Free: Notes.io works for 12 years and has been free since the day it was started.


You immediately create your first note and start sharing with the ones you wish. If you want to contact us, you can use the following communication channels;


Email: [email protected]

Twitter: http://twitter.com/notesio

Instagram: http://instagram.com/notes.io

Facebook: http://facebook.com/notesio



Regards;
Notes.io Team

     
 
Shortened Note Link
 
 
Looding Image
 
     
 
Long File
 
 

For written notes was greater than 18KB Unable to shorten.

To be smaller than 18KB, please organize your notes, or sign in.