Notes

@Mohd_Ajlouni

- سؤال للنقاش
كتير منسمع إنّه الزوجة/الزوج نصيب لبعض، وانه مكتوبين لبعض من أول ما ينخلقوا.
هل هاد الشي صح ؟
ولا الزواج هو اختيار وليس نصيب ؟

---------------------------------------------------------------------------
@mahmoudadi

‏‎كلّ عام وأنتَ بألف خير محمّد.. عظيم موضوع الثريد

أتوقّع في لبس مفاهيمي، بين النصيب والمكتوب، وبين حُريّة الإنسان وقراراته.

ويمكن أحكي كثير وأتفلسف، بتمنّى يتّسع صدرك للقادم.

‏‎أولًا، المكتوب لا يعني أنّ الإنسان لا يملك قراره

هالشي برجعنا لفلسفة القضاء والقدر، وحُريّة الإنسان.

العلماء بميزوا أنّ علم الله "انكشافي" وليس علم "قهري"

كيف يعني؟

يعني عِلم الله بالأشياء وكتابته لها باللوح المحفوظ لا يعني أنّه أجبر الإنسان، وإنّما هو كتب ما اختاره الإنسان

‏‎طيب كيف هالشي؟
لو أنتَ فتحت فيلم تحضره، قدّمت شريط الوقت لنهايته، شفت البطل ينتحر، كتبت عندك ع ورقة "البطل انتحر" هل أنتَ بتكون أجبرته عالانتحار؟ لا.. كلّ الفكرة إنّك عندك علم "انكشافي" كشف عن المستقبل، بس ما "أثّر" فيه

فالله يكشف عن الغيب بعلمه، دون أن يُؤثِّر فيه أو يُكرِه عليه أو يُجبر الناس على ما فيه، هو فقط عِلم كشفي.

‏‎إذًا هو كشف بقدرته عن ما سيكون، وكتب في اللوح المحفوظ أنّ فلانًا سيختار كذا وكذا، وسيعمل كذا وكذا، وقد قُدّرَ له كذا، ثُمّ دعا، فرفعنا عنه ما كان سيحلّ به.. وو

المكتوب هو تدوين، قائم على تقديم وتأخير في الشريط الزمني ورؤية ما به من أحداث، وليس تحديد قهري، إن صحّ التعبير عنه بهذه الطريقة.

‏‎لله المَثَل الأعلى، وكونه متنزّه عن الزمان والمكان، فالماضي والحاضر والمستقبل عنده سيان، لذلك بالقرآن بيتعامل مع كثير أحداث مستقبلية من أحداث يوم القيامة، بصياغة الماضي والحاضر، باعتباره فعل مُنجَز.

‏‎ومن هون كان الله عزّ وجلّ [يعلم الغيب] وبتعبير الكلاميين [ يعلم ما كان، ويعلم ما سيكون، ويعلم ما لو لَم يكن.. لو كان.. كيف سيكون]

________________

‏‎الآن شو بترتب على هالحكي..

نقطتين:
١.الإنسان مسؤول عن قراراته
٢. ماذا هو النصيب إذًا؟

‏‎أساس التكليف الشرعي، هو عقل وحريّة الفرد على القيام بالأفعال واختيار خياراته. لو ما كان الإنسان مخيّر وحُرّ.. وقتها ما في أي معنى للحساب ولا الثواب ولا العقاب

الإنسان حُرّ فيما يعلم (ولذلك كلّما زاد علمه، زادت حرّيته، لأنّه يمتلك ممايزات فقهية أكثر)، ومسؤول عمّا يملك التصرّف فيه

‏‎طيب وفيما لا يملك التصرّف فيه؟ أكيد منعرف إنه مش مسؤول عنه ومش محاسب، ويُكافأ على الصبر عليه، أو يكون مطالب مرّة أخرى ومسؤول عن دفعه بالأدوات التي يملك، وهون بصير مكمن الحساب والاختبار.

‏‎مثل كانسر مثلًا، يأتي الإنسان (بس هو كان متّبع نظام حياة سليم، ويجتهد بالاعتناء بجسمه وصحته وحياته، بحث عن الأطباء والعلاج وفعل كلّ ما يمكن فعله، واستمرّ المرض) هذا نصيب. كيف بتتعامل معه؟
١. (حديث عجبًا لأمر المؤمن..)
٢. بتسعى من أول وجديد وهكذا صيرورات متتالية

‏‎بس مش تكون مهمل بصحتك، وما بتاخذ سُبُل الحيطة والسلامة، زي المزارعين، ما بلبسوا كمامات، برشوا مبيدات مسرطنة، بحكيلك عادي، ما حد بموت ناقص عمر، ما بياخذ أدوية وقائية، بس يصيبه سرطان ع عمر 30، يحكيلك "نصيب" !! لا مش نصيب إنتَ غبي، وألقيت بنفسك للتهلكة

‏مثلًا أنتَ إنسان مرتّب بتشيّك كل شي، ومنظّم عامل مذكّرات وجدول لحياتك، بتدقق وبتحاول تكون "مُبالي" بس نسيت بلحظة من اللحظات محفظتك، مما سببلك مشكلة، هذا نصيب، بتسلّم فيه، وتبدأ تتعامل من عند هذه النقطة من أول وجديد.

بس مش تكون مُهمِل وما بتخطط وتعتبر ما يجري معك من خربطة بيومك "نصيب"

‏‎حدّاد بيضل يلحم بدون ما يحط نظارات واقية من فلاش اللحام، بعد أكم سنة، صابوا انفصال بالشبكية، ويروح يحكي "نصيب"..

‏‎طب شو علاقة هالحكي بموضوعك؟

نفس الشي، الارتباط بشريك حياتك، قرار أنتَ مسؤول عنّه، أن تتخيّر النطفة.. وأن تبحث شريك وتتأنّى باختياره، وتفهمه (تفهم حالك قبل طبعًا) وتسأل عنه وتسأله عن تفاصيل معيشية مهمة، ما يحُتَمَل وما لا يُحتَمل (مش شو أكثر أغنية بتحبيها؟)

‏‎طيب سألت (واشتغلت عحالي حتى أكون زوج ورجل جيد وكفو..) وسألت عنها وقعدت معها كثير وسألتها وعرفتها منيح قبل الزواج، ولما تزوجتوا ما نجحت العلاقة؟ ما في مشكلة.. في عندك خيارين..

١. بشوف مستشار أسري، يحاول يساعدنا ومنشتغل ع حالنا ومنتعب من جديد (براجع حالي وعاداتي وتصوراتي، وهي كمان) ممكن تنحل المشكلة ع تفاصيل يومية صغيرة بتكون تزعجكم وغير متفقين عليها

٢. استحالت الحياة الزوجية بينكم، ووصلت ديد إند.. (الانفصال..) الطلاق حل شرعي، حل لمشكلة واقعية

‏‎الطلاق حل، لأنّه بيعطيك وبيعطي شريكتك فرصة جديدة بالحياة، بدل ما تقضي عمرك تندب حظّك، تعيش في جحيم يومي، وتلوم نفسك وشريكك على سوء اختيارك.

هون بتيجي خطورة تحكي "نصيب" هالشي بخليك رهن، و عبد لحياة غير صحّية، وبحرمك وبحرم شريكك من أي فرصة إيجابية، وبالتالي انتحار مجتمعي

________________

‏‎ما هو النصيب إذًا؟

النصيب هو إنّك تفعل كل ما يمكن فعله، تبذل الوسع والجهد، تاخذ بكلّ الخيارات التي أمامك، تخلق الفرص، تستنفذ كل الحلول
ثم يأتيك الأمر دون حول ولا قوّة

الإنسان مطالَب شرعًا بتخليص نفسه، وتطوير نفسه، والسعي نحو الأفضل على الدوام (الارتقاء الحضاري والنفسي والمادي)

‏‎مشكلة مفهوم "النصيب" كما هو شائع، إنّه بيتحوّل لعلّاقة فشل كبيرة، كل ما فشلنا به نسميه نصيب نُعزّي به أنفسنا

خطورته تكمن إنّه بيحرمنا نحسّن من فُرصنا ونحاول من جديد

هالشي بخلي نسوان، تنضرب وتنهان ببيوت زوجها وتبقى رهن علاقة مريضة، لأنّها بتعتبر ما هي فيه مجرّد "نصيب" و"مكتوب"

‏‎وهيك بتحوّل مصطلح "النصيب" لأداة تخدير، بتبقينا نتحمّل وضع قائم غير صحّي. ليش؟ لأنّه هيك إحنا منرفع المسؤولية عن أنفسنا وعن الآخر.. وبصير ما نحن فيه، نتيجة طبيعية "للمكتوب" و ل "النصيب"
وبالتالي ما منقدر نقاومه ولازم نرضى فيه

‏‎و زي ما بحكي المتنبّي:

يرى الجبناء أنّ العجزَ عقلٌ ،،، وتلك خديعة الطبع اللئيم

بنصير نحوّل عجزنا لأنه حكمة وهدوء، وصمتنا قرار ذكي.. ومنخدع أنفسنا

‏‎حكيت كلّ هاد محمّد حتى أوصل لفكرة، إنّه لو الزواج "نصيب" بالمفهوم الشائع.. فهو لا يعدو عن أن يكون شراية بطيخة، يمكن تطلع منيحة ويمكن تطلع فاسدة، حسب شو بطلع معك.. وما أتوقّع قرار مصيري زي الزواج = عملية شراء بطيخ.